للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عمران: حدثنا عبد الله بن مصعب بن منظور بن جميل بن سنان -عند الديلمي: حميد بن سنان- أخبرني أبي، قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني: فذكر خطبة طويلة زعم أن النبي خطب بها يوم تبوك.
قال ابن كثير: "حديث غريب، وفيه نكارة، وفي إسناده ضعف، والله أعلم بالصواب". "البداية والنهاية" (٥/ ١٨).
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، فيه غير واحد من الضعفاء والمتروكين:
١، ٢ - عبد الله بن مصعب وأبوه مجهولان، كما تقدم.
٣ - يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري: وهاه أبو زرعة الرازي والساجي، وضمه أبو زرعة إلى الواقدي وابنِ زَبَالة وعمر بن أبي بكر المؤملي في الضعف والوهاء -والثلاثة من المتهمين بالوضع والسرقة وتركيب الأسانيد- وقال أبو حاتم: "هو على يدَيْ عدلٍ، أدركته ولم أكتب عنه"، وقال ابن معين في رواية أحمد بن سنان عنه: "ما حدثكم عن شيوخه الثقات فاكتبوه، وما لم يُعْرَف من شيوخه فدعوه"، وعليه فهو لا يعده واهيًا في هذه الرواية، إلا أن صالح بن محمد جزرة روى عنه قوله: "أحاديثه تشبه أحاديث الواقدي"، قال جزرة: "يعني: تركوا حديثه"، وبه قال جزرة نفسه، وقال أحمد: "ليس بشيء، ليس يَسْوَى شيئًا"، وقال الساجي: "منكر الحديث"، وقال العقيلي: "في حديثه وهم كثير، ولا يتابعه عليه إلا من هو نحوه".
ووثقه حجاج ابن الشاعر الحافظ، والحاكم، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأكثر هذه الأقوال تدل على كونه واهي الحديث متروكًا، وضمه جمع منهم إلى المتهمين بالوضع، وهي تعارض ما جاء من توثيق حجاج ابن الشاعر وابن حبان والحاكم له، وتُقدَّم عليه.
وانظر: "الجرح والتعديل" (٩/ ٢١٤ - ٢١٥)، "تاريخ ابن أبي خيثمة" (٤/ ٣٦٩/ ٣٤٣٤)، "الضعفاء" للعقيلي (٤/ ٤٤٥)، رقم (٢٠٧٣)، "الثقات" لابن حبان (٩/ ٢٨٤)، رقم (١٦٤٥٩)، "سؤالات السجزي" (١٠٩)، "تاريخ بغداد" (١٤/ ٢٦٩)، رقم (٧٥٦٣)، "تهذيب الكمال" (٣٢/ ٣٦٧ - ٣٧٢)، رقم (٧١٠٥،) "الميزان" (٤/ ٤٥٤)، رقم (٩٨٢٦)، "تاريخ الإسلام" (١٥، ٤٥٣ - ٤٥٤)، "تهذيب التهذيب" (٤/ ٤٤٧ - الرسالة).
وقد ظهر لي في قول الذهبي في "الكاشف" (٦٤٠٥): "قواه أبو حاتم"، وقول الحافظ في "اللسان" (٩/ ٤٥٥)، رقم (٣١٥٤) والخزرجي في "خلاصة التذهيب" (ص ٤٣٧): "وثقه أبو حاتم" أنهم أخذوه من قول أبي حاتم "هو على يدَيْ عدل"، وهذا الذي فهموه يخالف مراد أبي حاتم الرازي من هذا اللفظ، فإنه لديه من ألفاظ الجرح الشديد بمعنى الهالك الميؤوس منه، كما حققه ابن حجر نفسه فيما نقله =

<<  <  ج: ص:  >  >>