وأما الطريق الثاني: ففيه يوسف بن محمد بن المنكدر: ضعفه أبو داود والدارقطني، وتبعهما الذهبي وابن حجر، وقال أبو حاتم: "ليس بالقوي، يكتب حديثه"، وقال أبو زرعة الرازي: "صالح"، وقال النسائي والأزدي: "متروك الحديث"، وقال النسائي أيضًا: "ليس بثقة"، وعنه: "ليس بشيء في الحديث"، وقال العقيلي: "لا يتابع على حديثه"، وذكر ابن عدي أن له عن أبيه قرابة عشرة أو أحد عشر حديثًا فقط، وأنكر منها عددًا، ثم قال: "أرجو أنه لا بأس به"، وقال ابن حبان: "يروي عن أبيه ما ليس من حديثه، من المناكير التي لا يشك عوام أصحاب الحديث أنها مقلوبة، وكان شيخًا صالحًا ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل من الحفظ والإتقان، فكان يأتي بالشيء على التوهم، فبطل الاحتجاج به على الأحوال كلها". ويبدو أن قول ابن حبان هذا هو أقرب الأقوال فيه، نظرًا لنكارة عامة أحاديثه في قلتها، إذ لا تقل مرتبة من ينكر عليه ستة أحاديث أو سبعة من عشرة يرويها -والباقي لم تسق- عن الواهي. والله أعلم. وانظر: "الجرح والتعديل" (٩/ ٢٢٩)، رقم (٩٦٠)، "المجروحين" (٣/ ١٣٥ - ١٣٦)، "الضعفاء" للنسائي (٦١٨) والعقيلي (٤/ ٤٥٦)، رقم (٢٠٨٦)، والدارقطني (٥٩٩)، وابن الجوزي (٣٨٥٧)، "الكامل" (٧/ ١٥٥ - ١٥٦)، رقم (٢٠٦٥)، "تهذيب الكمال" (٣٢/ ٤٥٦ - ٤٥٨)، رقم (٧١٥٣)، "تاريخ الإسلام" (١١/ ٤٠٧)، "الميزان" (٤/ ٤٧٢ - ٤٧٣)، رقم (٩٨٨٤)، "الكاشف" (٦٤٤٨)، "التقريب" (٧٨٨١). (١) في (ز، ز ٢، ق، عز): "عشيرته"، وفي (زك): "عشرته" والأصل محتمل للوجهين. (٢) وضبط في (أ) هكذا "يُشْنِها" شكلًا، وشانه يشينه؛ أي: عابه، والشين العيب، خلاف الزين. وفي (ز): "يشبها" بالباء التحتانية الموحدة، بدل النون؛ أي: يخلطها. "المصباح المنير" (ص ٢٦٨، ٢٧١). (٣) "الإحسان إلى ترتيب صحيح ابن حبان" (٢/ ٢١٦ - ٢١٧)، رقم (٤٧١). =