للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - ومنهم كعب بن عجرة: أخرجه البيهقي في "البعث" من طريق الشعبي عنه، قال: قلت: يا رسول الله! الشفاعةَ الشفاعةَ، فقال: "شفاعتي .. ". وذكره (١).

وهو عند عبد الرزاق -ومن جهته البيهقيِّ- عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه رفعه به؛ كالترجمة، بزيادة: "يوم القيامة" (٢). وقال (٣): "هذا مرسل حسن، يشهد لكون هذه اللفظة شائعة فيما بين التابعين" (٤). ثم رَوَى من جهة أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، أنه سمع رجلًا يقول: اللَّهُمَّ اجعلني فيمن تصيبه شفاعة محمد ، قال: إن الله يغني المؤمنين عن شفاعة محمد ، ولكن الشفاعة للمذنبين المؤمنين والمسلمين (٥).


= الحكم على الحديث: صححه ابن حبان، والحاكم على شرط الشيخين -وعلى شرط مسلم وحده في موضع آخر- ونقل البيهقي تصحيح الحاكم في "البعث" ولم يتعقبه، فكأنه ارتضاه، وهو وإن كان له شواهد صحيحة، إلا أنه مستغرب بهذا الإسناد، كما قال الترمذي وأبو نعيم، وتقدم أنه استنكره به البخاري وابن حبان، وذلك أنه لم يأت عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر من وجه يعتمد عليه، فمحمد بن ثابت البناني ضعيف لا يقبل تفرده، ورواية زهير تفرد بها عنه أهل الشام، وحديث الشاميين عنه ضعيف مضطرب مليء بالمناكير، يحسب الأئمة؛ أحمد والبخاري والترمذي وغيرهم أنه شُبِّه لهم برجل واهٍ، فقلبوا أحاديثه على زهير بن محمد هذا توهمًا، كما تقدم. والله أعلم.
(١) أخرجه البيهقي في "البعث" (٢٧٥ - استدراك)، والآجري في "الشريعة" (٧٨٠)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٣/ ٤٠، ٩٧٦ - من طريق الدارقطني) من طرق عن محمد بن بكار، عن عنبسة بن عبد الواحد، عن واصل بن حيان، عن أُمَيِّ بنِ ربيعة الصيرفيِّ، عن الشعبي به.
ونقل الخطيب عن الدارقطني أنه قال: "هذا حديث غريب من حديث الشعبي عن كعب بن عجرة، تفرد به أُمَيُّ بنُ ربيعة الصيرفيُّ عنه، وتفرد به واصل بن حيان عن أُمَيٍّ، ولا يُعْلَم حدث به عنه غير عنبسة بن عبد الواحد".
قلت: وكلهم ثقات حفاظ -كما في "التقريب" (٥٥١، ٧٣٨٢، ٥٢٠٧، ٥٧٥٨) - فلا يضر تفردهم وغرابة إسنادهم، إن شاء الله تعالى.
(٢) لم أقف عليه، وهو مرسل.
(٣) أي: البيهقي.
(٤) لم أقف عليه، ولعله في "البعث" له، ولم أقف على الجزء الثاني من نسخته التامة. والله أعلم.
(٥) أخرجه البيهقي في "الاعتقاد" (١٦٧) عن هلال الحفار -وهو في "جزئه" (٥٨) - =

<<  <  ج: ص:  >  >>