فذهب ابن عساكر إلى أنه إسحاق بن عبيد الله بن أبي المهاجر المكي ثم الدمشقي، أرسله أبوه إلى سعيد بن المسيب إلى المدينة، فأخذ من علمائها. وتبعه على ذلك مغلطاي في "إكمال التهذيب" (٢/ ١٠٤)، رقم (٤١١)، وابن حجر في "تهذيب التهذيب" (١/ ٢١٢)، رقم (٤٥٢) و"إتحاف المهرة" (٩/ ٥٤٩)، رقم (١١٨٩٨)، وإليه مال الألباني في "الإرواء" (٤/ ٤١ - ٤٤)، رقم (٩٢١). وابن أبي المهاجر هذا: قال الذهبي في "الميزان" (٧٦٩): "شيخ للوليد بن مسلم، دمشقي، لا يعرف"، وتعقبه ابن حجر في "اللسان" (٢/ ٦٢ - ٦٣)، رقم (١٠٤٠) بأنه معروف، ترجم له ابن عساكر وذكره أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (٢/ ٧١٢)، رقم (٢٢٦٢) فيمن روى عن سعيد بن المسيب من أهل الشام، وذكره ابن سميع في الطبقة الرابعة من أهل الشام، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ثم قال عنه في "التقريب" (٣٧٠): "مقبول"، وإلى حكم الذهبي مال الألباني في "الإرواء"، ورأي ابن حجر أقرب، مع تعقيب عليه بأن ابن حبان لم يذكر في "ثقاته" هذا، وإنما ذكر إسحاق بن عبيد الله المدني الذي قاله البيهقي والمنذري -كما سيأتي ذكره- وقد نبه عليه محققو "تهذيب الكمال". والله أعلم. وقال البيهقي في "الشعب": "إسحاق: هو ابن عبيد الله، مدني، يروي عنه الوليد بن مسلم، ويعقوب بن محمد". وزاد: "وشيخاي لم يُثْبِتاه، فقالا: إسحاق بن عبد الله"، وتبعه المنذري في "الترغيب" (٢/ ٦٣) فقال: "وإسحَاق هذا مدني لا يعرف". فهما اعتبراه آخر مجهولًا غير ابن أبي المهاجر المذكور، ومما يتأيد به هذا الرأي أنه صرح بنسبته المدني في رواية ابن ماجه عن هشام بن عمار، وفي رواية عيسى بن المساور عند البيهقي في "الشعب"، وبهذه النسبة ذكره البخاري في "التاريخ" (١/ ٣٩٨)، رقم (١٢٦٥)، ونقل عن يعقوب بن محمد الزهري فيه؛ أنه كان مُسِنًّا، وتبعه عليه ابن حبان في "الثقات" (٦/ ٤٨). وابن أبي المهاجر المخزومي ليس مدنيًا، بل شامي أرسله أبوه ليتعلم على سعيد بن المسيب وغيره من علماء المدينة. وذهب المعلمي في تعليقه على "الجرح والتعديل" إلى أنه مدني نزل الشام، ولم يأت بما يدل على ذلك، بل إن أباه عبيد الله سكن دمشق زمن معاوية ﵁، وأخوه الأكبر إسماعيل بن عبيد الله -مؤدب ولد عبد الملك بن مروان- من مواليد دمشق، وهما =