للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بل أخرجه ابن خزيمة، وغيره -كأحمد والبزار والبيهقي- من طريق ابن إسحاق، قال: ذكر الزهري عن عروة، بلفظ: "فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفًا" (١).

وتوقف ابن خزيمة والبيهقي في صحته، خوفًا من أن يكون من تدليسات ابن إسحاق، وأنه لم يسمعه من الزهري، لا سيما وقد قال الإمام أحمد: إنه إذا قال "وذكره" لم يسمعه (٢).

وانتُقِد بذلك تصحيحُ الحاكم له، وهو قوله: إنه على شرط مسلم (٣)،


(١) أخرجه أحمد (٤٣/ ٣٦١)، رقم (٢٦٣٤٠) -ومن طريقه الحاكم (١/ ١٤٥ - ١٤٦)، وعنه البيهقي (١/ ٣٨) - والبزار (١٨/ ١٤٦)، رقم (١٠٨)، وابن خزيمة (١٣٧)، والبيهقي في "الشعب" (٤/ ٢٨٠)، رقم (٢٥١٩)، من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن محمد بن إسحاق، قال: ذكر الزهري .. الحديث.
(٢) وبنحوه قال البزار، والدارقطني في "العلل" (١٤/ ٩٢) وفي "الأفراد" -كما في "أطرافه" (٥/ ٤٦١)، رقم (٦٠٦٦) - وغيرهم من الأئمة، ونقل الحافظ ابن حجر عن أبي زرعة، قال: "سمع ابن إسحاق هذا الحديث من معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري، فدلسه، والصدفي ضعيف جدًّا". "إتحاف المهرة" (١٧/ ١٨٠)، رقم (٢٢٠٩٥).
(٣) تعقبه عليه المنذري في "الترغيب" (١/ ١٠٢)، رقم (٣٣٤)، وابن الصلاح في "مشكل الوسيط" -كما في "طرح التثريب" للعراقي (٢/ ٦٥) - والنووي في "المجموع" (١/ ٢٦٨)، وابن دقيق العيد في "الإمام" (١/ ٣٦٢ - ٣٦٣)، والعراقي في "طرح التثريب"، وابن الملقن في "البدر المنير" (٢/ ١٥)، والألباني في "الضعيفة" (١٥٠٣) وغيرهم.
وتعقبهم له بأمرين: أحدهما: أن ابن إسحاق لم يخرج له مسلم في الأصول، بل متابعةً فقط.
والثاني: أنه مدلس، ولم يصرح بالسماع، بل قد نص الإمام أحمد أنه إذا قال: "ذكر، أو قال" فهو تدليس.
وسبقهم إلى تعليله بتدليس ابن إسحاق له أبو زرعة الرازي والبزار والبيهقي وغيرهم، ممن تقدم ذكرهم.
وانتقد البوصيري ["إتحاف الخيرة" (٦/ ٣٨٤)] هذا التعقب بأن ابن إسحاق لم يتفرد به، بل تابعه عليه معاوية بن يحيى الصدفي، وروي عن عائشة من غير هذا الوجه. وهذا ليس بشيء، فإن ابن إسحاق دلسه عن معاوية بن يحيى الصدفي هذا، =

<<  <  ج: ص:  >  >>