كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الصاد المهملة - ٦٣٤ - حديث: صلاة بسواك خير من سبعين صلاة بغير سواك. - ج: 3 - ص: 413

ورواه أبو نعيم من حديث الحميدي عن سفيان عن منصور عن الزهري، ورجاله ثقات (١).

وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن عدي في "كامله"، بلفظ: "صلاة في

---

(١) قال ابن الملقن في "البدر المنير" (٢/ ١٧): "رواه أبو نعيم عن أبي بكر الطلحي، ثنا سهل بن المرزبان، عن محمد التميمي الفارسي، ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان. وهذه الطريق أجود الطرق، فمن الحميدي إلى عائشة أئمة ثقات"، وفي "تحفة المحتاج" (١/ ١٧٦ - ١٧٧)، رقم (٦٣) ساق إسناده من الحميدي فصاعدًا، ثم قال: "وهذا إسناد كل رجاله ثقات"، وهذا الإطلاق فيه نظر، وكلامه في "البدر المنير" أولى، مع نظر فيه أيضًا، لما سيأتي.
وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (١/ ١٦٧)، رقم (٦٩/ ٢٣٣): "إسناده إلى ابن عيينة فيه نظر، .. فينظر في إسناده".
وأرى أن إسناده تصحف على ابن الملقن، وتبعه عليه تلميذه ابن حجر حيث اختصر كتابه، وذكره ابن دقيق العيد في "الإمام" (١/ ٣٦٦) على الصواب، ولكن المحقق عاد فصحَّفَه من كتابي "البدر المنير" و"التلخيص". وذكر السيوطي في "اللآلي" (١/ ١٢٠) حديثًا آخر بهذا الإسناد، فقال: "قال أبو نعيم في "الحلية" [(٧/ ٣١٨)]: حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي -وأفادنيه أبو الحسن الدارقطني- حدثنا سهل بن المرزبان بن محمد أبو الفضل التميمي الفارسي سنة (٢٨٩ هـ)، حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن منصور عن الزهري عن عروة عن عائشة ﵂، قالت: حدثني رسول الله ﷺ: "إن أول ما خلق الله العقل قال: أقبِلْ، فأقبل، ثم قال: أدبر، فأدبر، ثم قال: ما خلقت شيئًا أحسن منك، بك آخذ، وبك أعطي .. "، في حديث طويل يشبه أحاديث القصاص".
قال أبو نعيم: "غريب من حديث سفيان ومنصور والزهري، لا أعلم له راويًا عن الحميدي إلا سهلًا، وأراه واهمًا فيه".
قلت: وسهل بن المرزبان المذكور، لم أقف على ترجمةٍ له، ولكنَّ من روى مثل هذين الحديثين بمثل هذا الإسناد لا يكون إلا ساقطًا، وهو جدير بأن يستدرك في الهلكى والمتروكين. والله أعلم.
وأما الراوي عنه فهو أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله الطلحي القرشي، راوية مسند أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد بن غنام عن ابن أبي شيبة، ورواه عنه أبو نعيم الأصبهاني وغيره، وأخرج له أبو نعيم في "مستخرجه على مسلم" (١/ ١١٤، ١٩٣، ٢٠٣، وغيرها)، ووثقه الحافظ الدولابي. انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (٢٦/ ٢١٠)، وفيات سنة (٣٥٨ هـ)، "مشيخة القزويني" (١/ ٤٠٣)، رقم (٢١٩).