وهذا تفرد بهذا الحديث على هذا الإسناد، ولا يعرف له أصل ثابت عن حماد بن سلمة، ولا عن قتادة، وقد رواه بعضهم عن حماد عن ثابت عن أنس ﵁ -كما سيأتي- وهذا دال على اضطراب الواهمين فيه، وحماد بن سلمة معروف بالجمع بين الشيوخ في الرواية، فلو يكن عنده عن ثابت وقتادة لعرف به، وهو ممن يجمع حديثه، ومشتهر تصانيفه، وهذا حديث لم يزل الأئمة يطلبون له إسنادًا، وتكاثروا على روايته عن الضعفاء والمتروكين، ولعل بعض الرواة دخل عليه الإسناد التالي في هذا الإسناد، وهو ما أخرجه أبو يعلى (٥/ ٢٨٣)، رقم (٢٩٠٣) من طريق أبي حفص الأبار، عن رجل من أهل الشام، عن قتادة، عن أنس ﵁. وأبو حفص الأبار عمر بن عبد الرحمن بن قيس الأسدي الكوفي: وثقه جمع من الأئمة، والعلة فيه من شيخه الشامي المبهم، والحديث عن قتادة منكر، فأين كان أصحاب قتادة وأهل البصرة عن هذا الحديث حتى يأتي به مجهول من أهل الشام. والله أعلم. (٢) رجاله موثقون، ما عدا شيخ ابن شاهين، فلم أقف على حاله في الرواية، ولو أن للحديث أصلًا عن قتادة، لكان له ذكر عند الأئمة، ولاستدل به من ذهب إلى تصحيح معنى الحديث مع توهين إسناده؛ كأحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، فالظاهر أن يكون دخل على راويه حديث في حديث. والله أعلم. (٣) يروى عنه من طريقين ضعيفين، وأمثلهما إسنادًا: ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٨/ ٢٧٢)، رقم (٨٦١١)، عن مسعود بن محمد الرملي، عن محمد بن أبي السري العسقلاني، وفي "مسند الشاميين" (٣/ ٢٠٢)، رقم (٢٠٨٤) عن أبي الجارود مسعود بن محمد الرملي، عن عمران بن هارون الصوفي، كلاهما عن رشدين بن =