وفي هذا الإسناد غير ما علة: ١ - رشدين بن سعد: ضعيف، مخلط في الحديث، وكان يقرأ كلما دفع إليه، كما تقدم (ح ٥٠٩). فتفرد مثله عن معاوية بن صالح لمثل هذا الحديث الذي يتتبع طرقه غاية في النكارة. والله أعلم. ٢ - أبو الجارود مسعود بن محمد بن مسعود الرملي: أخرج له الطبراني في "الأوسط" (٨/ ٢٧١ - ٢٧٧)، رقم (٨٦٠٩ - ٨٦٢٩) عشرين حديثًا عامتها أفراد وغرائب، ولكنه نسب التفرد فيها إلى من فوقه، وروى عنه في "الكبير" غيرها، وفيها بعض ما يستنكر، وروى عنه أبو علي الروذباري وابن فيل وآخرون أيضًا، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل، وحكم صاحب "إرشاد القاصي والداني" (١٠٦١) بأنه مجهول الحال. وانظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (١٦/ ٣٠٨)، "الصحيحة" (٣٤٣)، "الضعيفة" (٣٨٢٦). ٣ - وأما شيخا مسعود: فمحمد بن أبي السري: صدوق، كثير الأوهام، له مناكير، وتقدمت ترجمته (ح ٥٥٦). وعمران بن هارون أبو موسى الرملي الصوفي -ويقال له: عمران بن أبي عمران الرملي-؛ من أهل بيت المقدس، سكن الرملة، وقدم مصر، قال أبو زرعة: "صدوق"، وروى عنه هو وأبو حاتم، وقال ابن يونس: "في حديثه لين"، وقال ابن حبان: "يخطئ ويخالف"، وجمع الألباني بين هذه الأقوال، بقوله: "لا منافاة بين الأمرين، فهو صدوق في نفسه، لين في حفظه، وذلك معنى قول ابن حبان في "ثقاته" (٨/ ٤٩٨": "يخطئ ويخالف". وقال الذهبي في "عمران بن أبي عمران الرملي: "أتى عن بقية بن الوليد بخبر كذب فهو آفته""، قال ابن حجر: "لم أقف على هذا الحديث"، وذكر الألباني في "الضعيفة" (٣٨٢٦): "يحتمل أن يعني: الذهبي حديث "طلب الحلال واجب على كل مسلم""، وحكم عليه بالنكارة. ثم قال ابن حجر: "وأخشى أن يكون عمران هذا هو ابن هارون الآتي" -وهو نفسه، كما قال ابن حبان في "الثقات"-، وذكر له الحاكم حديثًا في "المستدرك" (٤/ ١٦١) تفرد به سندًا ومتنًا، فقال: "عمران الرملي من زهاد المسلمين وعبادهم، إن كان حفظ هذا الحديث .. فإنه غريب صحيح". فهذا أيضًا يومي إلى لين في حفظه، وأما الغفلة فمشهور عن الصوفية. وانظر له: "الجرح والتعديل" (٦/ ٣٠٧)، رقم (١٧٠٤): "تاريخ بغداد وذيوله" (١٩/ ٢٢١ - ٢٢٢)، رقم (١٠٨٨)، "المغني" للذهبي (٤٦٢٢)، "الميزان" (٣/ ٢٤٠، =