فمن لم يتنبه لهذه العلة بنى على ظاهر الإسناد، واعتبره من الضعيف الصالح للاعتبار، وإنما هو معل ساقط الاعتبار، لرجوعه إلى حديث أبي العاتكة، وذكر عاصم الأحول فيه وهم، يحتمل أن يكون الوهم فيه من أحد الثلاثة: ١ - شيخ الطبراني؛ أحمد بن بشر بن حبيب بن يزيد -أو: زيد- التميمي البيروتي، أبو عبد الله الصوري المؤدب: روى عنه جماعة، منهم الطبراني وابن عدي ولم أقف فيه على جرح أو تعديل. وانظر: "تاريخ دمشق" (٧١/ ٤٢ - ٤٣)، رقم (٩٥٦١)، و"مختصره" (٣/ ٢٨ - ٢٩)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (٢٢/ ٤١)، رقم (٨). ٢ - محمد بن المصفى: صدوق صالح الحديث، له أوهام وغرائب، ومناكير يرويها بأسانيد جيدة، أنكرها عليه الإمام أحمد وغيره، يؤتى فيها من الوهم دون الصدق والعدالة، ولعله أتي فيها من تدليس التسوية وتسوية الأسانيد التي وصفه بها أبو زرعة الدمشقي وأقره ابن حبان ["المجروحين" (١/ ٩٤)]، والله أعلم. وانظر لترجمته: "العلل" لأحمد (١٣٤٠)، "الجرح والتعديل" (٨/ ١٠٤)، رقم (٤٤٦)، "الضعفاء" للعقيلي (٤/ ١٤٥)، رقم (١٧١٠)، "تاريخ دمشق" (٥٥/ ٤١٠ - ٤١٤)، رقم (٧٠٠٦)، "تهذيب الكمال" (٢٦/ ٤٦٥ - ٤٦٩)، رقم (٥٦١٣)، "الكاشف" (٥١٥٧)، "التقريب" (٦٣٠٤). ٣ - عباس بن إسماعيل بن حماد البغدادي، الهاشمي مولاهم، الملقب بـ "قريق": ذكره ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٥١٤)، ونقل ابن حجر في "اللسان" (٤/ ٤٠١ - ٤٠٢)، رقم (٤٠٩٦) عنه -في "ثقاته"، ولم أقف عليه فيه-: "يعتبر به"، ولم يذكر فيه الخطيب (١٢/ ١٤٠)، رقم (٦٥٩٢) جرحًا ولا تعديلًا، ولم أقف على كلام فيه. وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث، ومن رواه عنه عن الحسن بن عطية عن أبي عاتكة أجل وأوثق وأحفظ، ممن أغرب بهذا الإسناد، فالظاهر أنه ليست العلة منه في هذا الإسناد. والله أعلم. ويضاف إلى هؤلاء الثلاثة في هذا الإسناد المعل الكلام في الحكم بن عطية وهو إلى الضعف أقرب، ولا داعي للإطالة بالكلام فيه وقد تبين أنه وهم، والمحفوظ أنه عن الحسن بن عطية -وهو صدوق- عن أبي عاتكة -وهو متروك شبه متهم- عن أنس ﵁. وتقدم تخريجه مفصلًا. (١) هذا لفظ رواية الديلمي كما تقدم. (٢) قال العقيلي في مواضع (٢/ ٥٨ و ٢٣٠)، (٣/ ٤١٠، ٤)، رقم (٢٥٠): "أحاديث =