قال أبو نعيم: "غريب من حديث الأعمش، تفرد به الفزاري، ولا أعلم رواه عنه إلا بقية"، وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (٦/ ٦٢٨)، رقم (٢٨١٤): سألت أبي عن حديث بقية هذا، فقال: "هذا حديث باطل"، وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص ٨٠٢): "في إسناده نظر، وأوله صحيح عن ابن مسعود من قوله"، وعلته عنعنة بقية في جميع سلسلة الإسناد، مع تفرده به عن الفزاري عن الأعمش، وبقية معروف بتدليس التسوية، وبه أعله البوصيري في "إتحاف الخيرة" (٥/ ٥٢٧)، رقم (٥١٨٢). والمحفوظ عن ابن مسعود ﵁ من طرق عنه -كما سيأتي- أنه يستدل للزوم الوفاء بالوعد، وحرمة الكذب ولو هزلًا بقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)﴾ [التوبة: ١١٩]، وفي قراءته ﵁: ﴿وكونوا من الصادقين﴾، وكذا يستدل له بقوله ﷺ: "لا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، ولا يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابًا". قال البوصيري: "له إسناد صحيح غريب جدًّا؛ رواه إبراهيم بن دريك -وهو من الثقات- عن أبي نعيم، عن الثوري، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أنس ﵁ بمعناه". ولم أقف عليه. (١) أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٣٨٧) وسعيد بن منصور (٥/ ٢٩٥)، رقم (١٠٤٩)، وهناد في "الزهد" (٢/ ٦٣٣)، رقم (١٣٧٢)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (٥٤٣) و"ذم الكذب" (٧٩)، وابن جرير في "تهذيب الآثار" - مسند علي (٣/ ١٤٦، ١٤٧)، رقم (٢٥٠، ٢٥٥) من طريق ثلاثة من الثقات عن الأعمش عن مجاهد عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة عن ابن مسعود ﵁، قال: "لا يصلح الكذب في جد ولا هزل، ولا أن يعد أحدكم ولده شيئًا ثم لا ينجز له". وأخرجه وكيع في "الزهد" (٣٨٩)، وأحمد (٧/ ١٠ - ١١)، رقم (٣٨٩٦) وأبو يعلى (٩/ ٢٤٥ - ٢٤٦)، رقم (٥٣٦٣)، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (٣/ ١٣٥)، رقم (٢٢٣)، وابن المقرئ في "المعجم" (ح ٤٩٣) من أربع طرق عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله ﵁، مثله لوكيع، ونحوه لغيره، وزاد وكيع وابن المقرئ استشهاد ابن مسعود ﵁ بقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)﴾ [التوبة: ١١٩]، وهو في قراءة ابن مسعود ﵁: ﴿وكونوا من الصادقين﴾. وبمثله رواه وكيع (٣٩٤)، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (٣/ ١٤٧)، رقم (٢٥٥) عن =