وأما بقية الطرق، فمدارها على عمر بن الخطاب، عن سويد أبي حاتم، واختلف فيها في مواضع: اختلف في عمر بن الخطاب أبي حفص هل هو الراسبي؛ وهو مقبول، من التاسعة، كما في "التقريب" (٤٨٨٧). أو السجستاني؛ وهو قشيري، وصدوق، من الحادية عشر، كما في "التقريب" (٤٨٨٩)، ولم يذكر في الرواة عن سويد أبي حاتم، والظاهر أنه لم يلحقه. أو السدوسي؛ ولم أقف له على ترجمة، ولعله مصحف من "الراسبي". والله أعلم. واختلف فيه كذلك: هل يرويه سويد عن الحسن مباشرة، أم عن قتادة عن الحسن، والأول أكثر، ولم يذكر لسويد سماع عن الحسن البصري، ثم قتادة مدلس، ورواية الحسن عن أبي هريرة ﵁ مرسلة. وأما إسناد الحاكم فغير محفوظ، وفيه أوهام، وذلك أنه رواه من حديث إسحاق الصواف عن سويد مصرحًا بالتحديث، وإنما يرويه الصواف عن عمر بن الخطاب عن سويد، كما تقدم من وجهين عن الصواف. ثم مدار الجميع على سويد بن إبراهيم أبي حاتم الهذلي عن قتادة، وسويد ضعف حديثه النسائي، وقال ابن عدي: "حديثه عن قتادة ليس بذاك، ورواياته بعضها مستقيمة، وبعضها لا يتابعه أحد عليها، وإنما غلط على قتادة، ويأتي بأحاديث عنه لا يأتي بها أحد عنه غيره، وهو إلى الضعف أقرب"، وقال أبو زرعة: "ليس بالقوي، حديثه حديث أهل الصدق"، وقال الدارقطني ["سؤالات البرقاني" (٢٠٧)]: "ليس يعتبر به"، وذكره في "الضعفاء" (٢٧٩)، وضعفه ابن معين في رواية أبي داود عنه، وقواه في أكثر الروايات عنه، وكذا قواه البزار. وتشدد فيه ابن حبان، فقال: "يروي الموضوعات عن الأثبات، وهو صاحب حديث البرغوث"، وأنكره عليه الذهبي وابن حجر، وكذا تعقبا والألباني تصحيح الحاكم له بأن سويدًا هذا ضعيف -كما في "تلخيص المستدرك"، و"إتحاف المهرة" (١٥/ ٦٤٨)، رقم (٢٠٠٦٧)، و"الضعيفة" (٢٠٤٣) -. انظر للترجمة: "المجروحين" (١/ ٣٥٠)، "الكامل" (٣/ ٤٢١ - ٤٢٣)، رقم (٨٤٦)، "تهذيب الكمال" (١٢/ ٢٤٢ - ٢٤٤)، رقم (٢٦٤٠)، "الميزان" (٢/ ٢٤٧)، رقم (٣٦١٩)، "التقريب" (٢٦٨٧). وإذ أنه يعرف منه وينكر، فهذا الحديث من مناكير ما روى، إذ فيه: "ومن أتاه أخوه متنصلًا -وفي لفظ: معتذرًا- فليقبل عذره محقًا كان أو مبطلًا -وفي لفظ: كان صادقًا، أو كاذبًا-، فمن لم يفعل ذلك لم يرد علَيَّ الحوض يوم القيامة". وهذا =