وروى محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (ح ٩١٦) طرفًا له، عن محمد بن يحيى الذهلي، من طريق أبي فروة به، فقال: "قال محمد بن يحيى: هذه أم أيمن، فقال أبو فروة: أميمة". وأبو فروة ضعيف باتفاق جماهير النقاد، بل قد وهاه أحمد، وابن معين، وابن عمار، والنسائي، وأبو أحمد الحاكم، وابن حبان، وابن عدي، والدارقطني، وابن ماكولا، وابن الجوزي؛ في درجة من يترك -أو يكاد يترك- حديثه، واعتبر به الدارقطني في موضع من "العلل" (٢/ ٢٢٢)، وصوب روايته على رواية بعض الثقات، مع أنه حكم بتركه في غير موضع، وضعفه الآخرون. وينبغي أن يكون هذا الحديث فيما سوى خطئه في اسم الصحابية ﵂ أيضًا من محفوظ ما روى. والله أعلم. وخالف البخاري ومروان بن معاوية الفزاري، فثبته الفزاري، وقال البخاري -فيما رواه الترمذي عنه في "العلل الكبير" (١/ ١١٤)، رقم (١٩٦) -: "صدوق، إلا أن ابنه محمدًا روى عنه أحاديث مناكير"، وقال في موضع آخر: "هو مقارب الحديث"، كذا قال، وقد أورد الآخرون المناكير في حديثه من غير رواية ابنه عنه، وحكموا على أنه أوهى من ابنه، وعكس ذلك الفسوي وغيره، وكلاهما ضعيفان. والله أعلم. انظر: "المعرفة" للفسوي (٣/ ٢٤٥)، "الجرح والتعديل" (٩/ ٢٦٦ - ٢٦٧)، رقم (١١٢٠)، "الضعفاء" للعقيلي (٤/ ٣٨٢)، رقم (١٩٩٥)، وابن شاهين (٧٠٤)، والدارقطني (٥٨٧)، وأبي نعيم (٢٧١)، وابن الجوزي (٣٧٨٦)، "المجروحين" (٣/ ١٠٦ - ١٠٨)، "الكامل" (٧/ ٢٦٩ - ٢٧١)، رقم (٢١٦٦)، "المختلف فيهم" لابن شاهين (٦٣)، "سؤالات البرقاني" (٥٦٠)، "تهذيب الكمال" (٣٢/ ١٥٥ - ١٥٩)، رقم (٧٠٠١)، "الميزان" (٤/ ٤٢٧ - ٤٢٨)، رقم (٩٧٠٥)، "التقريب" (٧٧٢٧)، "موسوعة أقوال الإمام أحمد" (٣٥٤٢). وهذا الحديث: أخرجه هناد في "الزهد" (٩٨٨) عن حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان، والحسين بن الحسن بن حرب في "البر والصلة" (١٠٥) -ومن طريقه ابن عساكر (٦٠/ ١٩٩ - ٢٠٠) - عن ابن عيينة، عن يزيد بن يزيد بن جابر، كلاهما عن مكحول مرسلًا بطوله. وذهب الألباني في "الإرواء" إلى أن "الحسين بن الحسن" في رواية ابن عساكر هو "الحسين بن حريث بن الحسن الخزاعي مولاهم"، والصواب أنه ابن حرب المروزي صاحب ابن المبارك. والله أعلم. =