للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال: إن الثاني أولى أن يكون محفوظًا من الأول (١).

وعند البيهقي والديلمي أيضًا؛ من حديث الحسن بن أبي جعفر، حدثنا أبو الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: "من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكمة صبيًا" موقوف (٢).

ورواه البيهقي فقط؛ من وجه آخر بهذا السند أيضًا، فرفعه (٣).


= وقد أنكره عليهما ابن عدي. والله أعلم.
وله طريق آخر عند سهل بن عبد الله التستري في "التفسير" (١/ ٤٢)، بلفظ: "القرآن حكمة، فمن تعلم القرآن في شبيبته خلط بلحمه ودمه، ألا وإن النار لا تمس قلبًا وعى القرآن، ولا جسدًا اجتنب محارمه وأحل حلاله وآمن بمحكمه ووقف عند متشابهه ولم يبتدع فيه".
ورجاله كلهم ثقات، سوى شيخ التستري في الزهد وخاله محمد بن سوار بن الفضل البصري: فمقبول، من العاشرة ["التقريب" (٥٩٤١)]، ولم يذكر له المزي ["تهذيب الكمال" (٢٥/ ٣٣٢)، رقم (٥٢٧٤)] راويا سوى سهل بن عبد الله التستري، فتفرد مثله بمثل ذلك الإسناد لا يخلو من النكارة. والله أعلم.
وله شاهد من حديث علي عند ابن عدي (٦/ ٣٠١ - ٣٠٢)، رقم (١٧٩١)، وفيه متهم بالوضع.
(١) نقله البيهقي عن الحاكم، وسكت عليه؛ كأنه يوافقه، وتقدم توجيهه.
(٢) أخرجه البيهقي في "المدخل" (٢/ ٣٨)، رقم (٥٢٤)، والديلمي (٣/ ١٢٠/ ب) من طريقي علي بن عبد العزيز البغوي ويوسف بن موسى القطان، عن مسلم بن إبراهيم -وهو الفراهيدي-، عن الحسن بن أبي جعفر به، والحسن بن أبي جعفر فيه ضعف، كما تقدم (ح: ٥٢٤، ٧٠٠)، وبقية رجاله ثقات.
(٣) رواه في "المدخل" (٥٢٤) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن مسلم بن إبراهيم به، والأول هو المحفوظ.
وله طريق آخر مرفوعًا؛ عند الخطيب في "الجامع" (١/ ٣١٠)، رقم (٦٧٥)، وفيه أبو العباس إسحاق بن محمد بن مروان الغزال، مغفل، كان يوضع له الحديث فيرويها ["سؤالات الحاكم" (٧٠)، "تاريخ بغداد" (٦/ ٣٩٠ - ٣٩١)، رقم (٣٤٣٨)، "الميزان" (١/ ٢٠٠)، رقم (٧٩٠)]، وفوقه مجهولان، أحدهما وهاه الأزدي، ففيه جملة آفات.
قال ابن تيمية -ووافقه الذهبي-: "هذا من فضول الحديث، وهو مَثَلٌ سائرٌ، ليس من كلام النبي ".
انظر: "منهاج السُّنَّة" (٧/ ٥٢٥، وما بعدها) "المنتقى من منهاج الاعتدال" (ص ٤٩٩، وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>