للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالجامع -وغيره كما قال البيهقي أوثق منه (١) - عن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، عن أنس رفعه -في حديث-: "والعيادة بعد ثلاث" (٢).

وكذا عنده -بلا سند- عن أنس رفعه: "المريض لا يعاد حتى يمرض ثلاثة أيام" (٣).


(١) "شعب الإيمان" (١١/ ٤٣٠)، رقم (٨٧٨٢)، وهو أحد المشهورين بالوضع والكذب، كما تقدم.
(٢) أخرجه الديلمي (٢/ ٢٣٢/ ب) ["زهر الفردوس" (٢/ ٢٧٩)]، ولفظه: "عودوا المريض، وأجيبوا الداعي، وأغبوا في العيادة، إلا أن يكون مغلوبًا فلا يعاد، والعيادة بعد ثلاث، وخير العيادة أخفها قيامًا، والتعزية مرة". وأبو عصمة نوح بن أبي مريم من المشهورين بالوضع، كما تقدم. والله أعلم.
ولبعضه شاهد من حديث جابر ؛ أخرجه أبو سعيد الأشج في "حديثه" (٢٣)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (ح ٢١٢) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (١١/ ٤٣٠)، رقم (٨٧٨٢) - وابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٢٤١)، والخطيب (١١/ ٣٣) من طريق عقبة بن خالد السكوني عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، حدثني أبي، عن جابر مرفوعًا: "أغبوا في العيادة، وأربعوا في العيادة، وخير العيادة أخفها إلا أن يكون مغلوبًا فلا يعاد، والتعزية مرة".
ونسبه العراقي في "المغني" (١/ ٥١٨)، رقم (٢٠٠٣) لأبي يعلى أيضًا.
وموسى بن محمد بن إبراهيم التيمي: متروك، منكر الحديث، كما في "التقريب" (٧٠٠٦)، وقال أبو حاتم الرازي - كما في "الجرح والتعديل" (٨/ ١٦٠)، رقم (٧١٠): "ضعيف الحديث، منكر الحديث، وأحاديث عقبة بن خالد التي رواها عنه فهي من جناية موسى، ليس لعقبة فيها جرم". وعنه في "العلل" لابنه (٥/ ٦١٤)، رقم (٢٢١٤): "هذا حديث منكر؛ كأنه موضوع، وموسى ضعيف الحديث جدًّا، وأبوه محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من جابر ولا من أبي سعيد، وروى عن أنس حديثًا واحدا". وكذا أبطله ابن حبان، وتابعهما الألباني في "الضعيفة" (٣٩٢١)، فضعفه جدًّا، وكأن الحكم بوضعه أولى، كما مال إليه أبو حاتم، واكتفى العراقي في "المغني" بقوله: "إسناده ضعيف"، وفيه تساهل. والله أعلم.
وفي "شعب الإيمان" للبيهقي إثر الرواية: "أبو عثمة هذا نوح بن أبي مريم الملقب بالجامع غيره أوثق منه، والله أعلم"، ولا ذكر لأبي عصمة في الإسناد، فيحتمل أن يكون هناك سقط حديث، أو أنه تصحف على البيهقي اسم شيخ ابن أبي الدنيا؛ "أبي خيثمة" إلى "أبي عصمة"، والأول أقرب. والله أعلم.
(٣) "الفردوس بمأثور الخطاب" (٥/ ٢٢٢)، رقم (٨٠١٩)، وقد أسنده ابنه في مسنده =

<<  <  ج: ص:  >  >>