للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذا أخرجه البزار من حديث النضر، ولفظه: "وما زاد فهي له نافلة".

وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ من هذا الطريق إلا عن ابن عباس (١).

وهو منتقد (٢) برواية الطبراني له في "الكبير" من حديث علي بن عروة،


(١) أخرجه البزار ["كشف الأستار" (١/ ٣٦٨)، رقم (٧٧٦)] عن محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن النشر، عن عكرمة، عن ابن عباس.
قال البزار: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن ابن عباس بهذا الطريق".
وعبد الحميد بن عبد الرحمن: هو أبو يحيى الحماني الكوفي -والد يحيى بن عبد الحميد-: يختلف حاله بين الضعف والثقة، وهو صدوق، وعليه قال الحافظ (٣٧٧١): "صدوق يخطئ، ورمي بالإرجاء"، وقال ابن عدي (٥/ ٣٢١ - ٥٢٢)، رقم (١٤٧٠): "يروي عن النضر بن عبد الرحمن أبي عمر الخزاز عن عكرمة عن ابن عباس أحاديث لا يرويها غيره بهذا الإسناد". وانظر: "تهذيب الكمال" (١٦/ ٤٥٢ - ٤٥٥)، رقم (٣٧٢٥).
والنضر -شيخه- ليس بابن العربي الثقة، وإنما هو أبو عمر النشر بن عبد الرحمن الخزاز، كما هو بين في كلام ابن عدي، وهو المذكور في شيوخه من "تهذيب الكمال" (١٦/ ٤٥٣)، وفي تلاميذ الحماني، وهو متروك، ذاهب الحديث باتفاق، وقال أبو داود: "أحاديثه بواطيل"، وكذبه عثمان بن أبي شيبة، وسئل أبو نعيم الفضل بن دكين عنه، فرفع شيئًا من الأرض، فقال: "لا يسوى هذا، كان يجيء يجلس عند الحماني، فكل شيء يسأل عنه يقول: عكرمة عن ابن عباس"، ولذا قال ابن معين: "لا يحل لأحد أن يروي عنه"، فهو تالف، كما قال الذهبي. انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (٨/ ٩١)، رقم (٢٣٠٠)، و"الضعفاء" له (٣٩٣)، وللعقيلي (٤/ ٢٩١ - ٢٩٢)، رقم (١٨٨٦)، "الجرح والتعديل" (٨/ ٤٧٥ - ٤٧٦)، رقم (٢١٨١)، "المجروحين" (٣/ ٤٩)، "الكامل" (٧/ ٢٠ - ٢٢)، رقم (١٩٦٠)، "المؤتلف" للدارقطني (٤/ ٢٢١٧)، "تهذيب الكمال" (٢٩/ ٣٩٣ - ٣٩٦)، رقم (٦٤٣٠)، "الكاشف" (٥٨٣٧)، "التقريب" (٧١٤٤).
فهذا هو النضر راوي هذا الحديث، والمتهم به، فقلبه بعض الكذابين على النضر بن عربي، كما تقدم في رواية "الأوسط" للطبراني، فحمل الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ٢٠)، رقم (٣٧٦٣) المبهم في إسناد البزار على المنسوب في رواية الطبراني في "الأوسط" بتلك السلسلة التالفة، وقال: "في أحد أسانيده: علي بن عروة، وهو ضعيف متروك، وفي الآخر: النشر أبو عمر، وحديثه حسن"، وتبعه عليه المؤلف، والصواب ما تقدم. والله أعلم.
(٢) كأن المؤلف ذهب إلى تعليل الرواية الأولى عن عكرمة عن ابن عباس بهذه الرواية عن عمرو بن دينار عن ابن عباس ، ولا تعل الأسانيد بمثل هذا، بيد =

<<  <  ج: ص:  >  >>