قال الدارقطني في "العلل" (٥/ ١٥٧): "قيس بن رومي لا يعرف إلا في هذا الحديث". وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (ح ٤٦٥) من طريق مالك بن زياد أبي أحمد الكوفي، عن مندل بن علي العنزي، عن سليمان بن يسير، عن سليم بن أذنان، عن علقمة، عن ابن مسعود ﵁. فخالف فيه بإسقاط قيس بن رومي من الإسناد، ومندل ضعيف [تقدم]، والراوي عنه لم أقف له على ترجمة، والثقات رووه عن سليمان بن يسير بإثبات قيس بن رومي، وإنما اختلفوا فيمن فوقه. والله أعلم. وأما الإسنادان السابقان، فمدارهما على سليمان بن يسير، عن قيس بن رومي، عن علقمة، أو عن قيس عن ابن أذنان عن علقمة. وابن أذنان: سيأتي الكلام عليه لاحقًا، وقيس بن رومي: مجهول، لا يعرف إلا في هذا الحديث -كما تقدم عن الدارقطني-، ولم يرو عنه سوى سليمان بن يسير. وانظر له: "تهذيب الكمال" (٢٤/ ٣٨ - ٣٩)، رقم (٤٩٠٤)، "الميزان" (٣/ ٣٩٦)، رقم (٦٩١٢)، "التقريب" (٥٥٧٤). وسليمان بن يسير -ويقال: ابن أسير، ويقال: ابن قسيم-، النخعي، أبو الصباح الكوفي، مولى إبراهيم النخعي: ضعفوه، ووهاه أحمد وابن معين والفلاس وأبو زرعة الرازي وغيرهم في مرتبة الضعيف منكر الحديث، وتركه النسائي وعلي بن الجنيد وابن حبان والذهبي، وهو مجمع على تضعيفه، على قلة حديثه، وإن كان بعضهم لم يتركه. انظر: "تاريخ الدوري" (٣/ ٢٧٨)، رقم (١٣٣٦)، "العلل" لأحمد - رواية عبد الله (٣/ ١٩٦، رقم ٤٨٤٩، ٣/ ٢٢٣، رقم ٤٩٧٣)، "التاريخ الكبير" (٤/ ٤٢)، رقم (١٩٠٤) "أحوال الرجال" (١٢٩)، "الضعفاء" للنسائي (٢٥٠)، والدارقطني (٢٥٥)، "الجرح والتعديل" (٤/ ١٥٠)، رقم (٦٤٧)، "الكامل" (٣/ ٢٧١ - ٢٧٢)، رقم (٧٤٣)، "تهذيب الكمال" (١٢/ ١٠٦ - ١٠٨)، رقم (٢٥٧٥)، "الميزان" (٢/ ٢٢٨ - ٢٢٩)، رقم (٣٥٢٥)، "الكاشف" (٢١٣٧)، "التقريب" (٢٦٢٠). فهذا الإسناد ضعيف جدًّا، غير قائم مثله للاستشهاد، وفيه علة ثالثة سيأتي بيانه لاحقًا. والله أعلم. وله عن ابن أذنان طريق آخر: رواه أحمد (٧/ ٢٦)، رقم (٣٩١١)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (ح ٣٨٧)، والبزار (٥/ ٤٤)، رقم (١٦٠٧)، وأبو يعلى (ح ٥٣٦٦) من أربعة طرق عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن ابن أذنان =