وعند ابن حبان، والطبراني في "معجميه"، وفي رواية أبي يعلى عند ابن عساكر: "عبد الله بن وهب"، مكان "عبد الله بن موهب"، وقال ابن حبان، والطبراني في "الكبير": "عبد الله بن وهب هذا: هو عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود"، زاد ابن حبان: "القرشي، من المدينة، روى عنه الزهري". وأما البخاري -فيما رواه الترمذي عنه في "العلل الكبير"، وتابعه عليه- وأبو حاتم في رواية ابنه عنه في "العلل"، وابن عساكر في "تاريخه"، وغيرهم، فقالوا: "هو عبد الله بن موهب الرملي الفلسطيني، وحديثه عن عثمان ﵁ مرسل"، وعليه قال الترمذي في "السنن": "هو عندي غير متص "، وأقره عليه المنذري في "الترغيب" (٣/ ١١٢)، رقم (٣٢٨٤)، وابن الملقن في "البدر المنير" (٩/ ٥٥٧ - ٥٥٨)، وابن حجر في "المطالب العالية"، والهيثمي في "المقصد العلي"، وخطأ ابن عساكر الرواية التي فيها "عبد الله بن وهب"، ووهَّم ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٤/ ٣٤٠)، رقم (٢٥٦٥) كلام ابن حبان في تعيينه بابن زمعة بن الأسود، مرجحًا لما ذهب إليه البخاري وغيره. وقال الفسوي في "المعرفة" (٢/ ٢٥٤): "عبد الله بن موهب: لم يسمع من تميم الداري، ولا لحقه". وأما ابن الملقن فأعل الحديث على حسب هذا القول، ثم قال: "ويمكن أن يكون عبد الله بن وهب رواه أيضًا؛ فإنه روى عن جماعة من الصحابة"، وهذا يستقيم عند اختلاف الطرق، وأما أن يتحد الإسناد، ويختلف الرواة على شيخ من القرن الثالث، فيعلل بمثل هذا فلا، ولذا لم يعتد به الحافظ في "تلخيصه". والله أعلم. وعبد الله بن وهب بن زمعة المذكور: هو الأصغر، وهو تابعي، ثقة، من الثالثة، كما في "التقريب" (٣٦٩٣)، وسماعه من أم المؤمنين أم سلمة ومعاوية بن أبي سفيان-﵃ ممن تأخرت وفياتهم، ولم يذكر له رواية عن كبار الصحابة، ومن تقدمت وفياتهم، وبذا عده ابن حجر في "التقريب" من الطبقة الثالثة، وهي طبقة أوساط التابعين، وعليه فالظاهر أن حديثه أيضًا عن عثمان ﵁ مرسل. والله أعلم. انظر: "الطبقات" لابن سعد - متمم التابعين (١/ ١٠٥)، رقم (٩)، "التاريخ الكبير" (٥/ ٢١٨)، رقم (٧٠٩)، "الثقات" (٥/ ٤٨)، "تهذيب الكمال" (١٦/ ٢٧٣)، =