ونقل في هامش "تهذيب الكمال" (١٦/ ٢٧٣) تعليقًا للمزي على ما قيل من روايته عن ابن عمر وعثمان ﵃ لهذا الحديث: "المحفوظ أن عبد الملك بن أبي جميلة روى عن عبد الله بن موهب أن عثمان قال لابن عمر: ألا تمضي، وقال بعض الرواة: "عن عبد الله بن وهب"، لكنه ليس بابن زمعة هذا، قولًا واحدًا. والله أعلم". وفي هذا الإسناد علة أخرى، وهي: جهالة عبد الملك بن أبي جميلة؛ لم يرو عنه إلا معتمر، وجهله أبو حاتم الرازي، وجعل ذلك العلة الثانية للحديث، وتبعه عليه الذهبي وابن حجر وغيرهما، وبه أعله ابن الملقن وابن حجر وغيرهما أيضًا، وأما ابن حبان فكرر ذكره في "ثقاته" مرتين -على اختلاف شيخيه-، مما يبين عدم معرفته له تمامًا، وهذا جار على قاعدته في توثيق المجاهيل. والله أعلم. وانظر: "التاريخ الكبير" (٥/ ٤٠٩)، رقم (١٣٢٢)، "الجرح والتعديل" (٥/ ٣٤٥)، رقم (١٦٣١)، "الثقات" (٧/ ١٠٣)، (٨/ ٣٨٥) "تهذيب الكمال" (١٨/ ٢٩٥ - ٢٩٧)، رقم (٣٥٢٠)، "الميزان" (٢/ ٦٥٢)، رقم (٥١٩٤)، "التقريب" (٤١٧٠). ٢ - الطريق الثاني: أخرجه ابن سعد (٤/ ١٤٦)، وعبد بن حميد (١/ ١٠١ - ١٠٢)، رقم (٤٨) -من طريقي عفان وأبي الوليد الطيالسي؛ عن حماد بن سلمة، عن أبي سنان [عيسى]، وحمدان بن عمرو الموصلي- كما في "المختارة" للضياء (١/ ٥٠٠) عن غسان بن الربيع، عن أبي سلام، كلاهما (أبو سنان، وأبو سلام) عن يزيد بن عبد الله بن موهب [قال عفان: يزيد بن موهب]: أن عثمان بن عفان ﵁ قال لابن عمر ﵄: اقض بين الناس .. الحديث، نحو ما تقدم عن أبيه عبد الله بن موهب، ولفظه في الناجي من القضاة الثلاثة: "ورجل اجتهد فأصاب، فهو كفاف؛ لا أجر له، ولا وزر عليه". وهو عند أحمد (ح ٤٧٥) عن عفان مختصرًا، دون موضع الشاهد منه. ويزيد بن عبد الله بن موهب: هو قاضي دمشق، موصوف بالعدل والتحري للحلال والتقوى، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: "سمع أباه، ويروي المراسيل"، وكرر البخاري ذكره في "يزيد بن موهب" على رواية من نسبه إلى جده، وهو واحد، كما قال ابن عساكر. وحديثه عن عثمان ﵁ معضل، لما تقدم من إرسال حديث أبيه عنه ﵁، والظاهر أن روايته مرسلة عن ابن عمر-﵄ أيضًا، ولعله أخذه عن أبيه عبد الله بن موهب فأرسله. والله أعلم. وانظر لترجمته: "التاريخ الكبير" (٨/ ٣٤٥)، رقم (٣٢٦٢)، "الجرح والتعديل" (٩/ ٢٧٦)، رقم (١١٥٩)، "الثقات" (٧/ ٦٢١)، "تاريخ دمشق" (٦٥/ ٢٧٢ - ٢٧٥)، رقم (٨٣٠٠). =