وله طريق آخر ضعيف جدًّا: أخرجه تمام في "الفوائد" (٢/ ٦٩)، رقم (١١٦٨)، وفيه الأشعث بن سعيد، وهو متروك -كما تقدم-. وطريقه الآخر فيه حماد أبو بشر العبدي: لم أقف له على ترجمة ولا بيان، والراوي عنهما وثقه ابن حبان والدارقطني، وقال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث جدًّا وقد حمل عنه. انظر: "التاريخ الكبير" (١/ ٣٦٦)، رقم (١١٥٧)، "تاريخ بغداد" ت بشار (٧/ ٢٤٠)، رقم (٣٢٤٥). (١) يروى عن علي ﵁ من طريق محمد بن الحنفية عن أبيه عند الطحاوي في "شرح المشكل" (٧/ ٤٣٠)، رقم (٢٩٨١)، والبيهقي (٦/ ١٤٠)، ومن طريق جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن علي ﵁، عند البيهقي (٦/ ١٤٠) عن شيخه الحاكم -في كتابه "غرائب الشيوخ"-، ومدار الوجهين على إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي، وهو متروك [تقدم]، ودونه هشام بن سليمان بن عكرمة بن خالد المخزومي، وهو صدوق يضطرب في حديثه ويهم عن غير ابن جريج، واختلف عليه في إسناد الحديث على عدة أوجه فيما دون الخوزي وما فوقه من الإسناد. فالحديث به ضعيف جدًّا. وروي من وجهين ضعيفين عند عبد الرزاق (١١/ ١١)، رقم (١٩٧٥٧)، والبيهقي (٦/ ١٤٠) عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر مرسلًا، بلفظ: قال النبى ﷺ لعلي ﵁ في مرضه الذي مات فيه: "اخرج يا علي، فقل -عن الله، لا عن رسول الله-: لعن الله من يقطع السدر". وهو ضعيف الإسناد، منكر أيضًا، ومن رواه ليس في وزن من يعتد بما يتفرد به، ولم يتابع عليه من أصحاب عمرو بن دينار، وعلى كل فهو مع إرساله وضعف إسناده إلى عمرو بن دينار أقوى من الوجهين الأولين، وقد جاء عن الباقر خلاف ذلك من وجه لا بأس به، كما أخرج حرب الكرماني في "مسائله" - النكاح إلخ (٢/ ٩٢١ - ٩٢٢) بإسناد صحيح عن عبد الملك الهمداني، قال: سألت جعفرًا عن قطع السدر، فقال: "كانت لأبي سدرة فكان يقطعها". وعبد الملك الهمداني: الظاهر أنه ابن أبجر الكوفي، وهو ثقة، وجعفر: هو الصادق، وأبوه هو الباقر. والله أعلم. فلو أن لهذا الحديث أصلًا عند الباقر لما تجاوزه إلى خلافه، ثم آثار الوهاء بينة على =