للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذا قال الأسود (١): "إنها الرضا والقناعة" (٢).

وعن سعيد بن جبير قال: "لا نحوجه إلى أحد" (٣).

وقال بشر بن الحارث: لو لم يكن في القنوع إلا التمتع بالعز لكفى صاحبه (٤).

وقال بعض الحكماء: انتقم من حرصك بالقناعة، كما تنتقم من عدوك بالقصاص (٥).


= التهذيب" (٤/ ٤٥٦ - ٤٥٧)، رقم (٧٩٨)، "التقريب" (٢٩٨٢)، "التنكيل" (٢/ ٤٩٤ - ٤٩٦)، رقم (١١٢).
ثم فوقه في الإسناد أبو كريمة -لم أجد له ترجمة- وأبو الرقاد الكوفي -سماه بعضهم: شولي بن خباب- مجهول لا يعرف، ودونهما آخران تكلم فيهما، وهو مع ذا منقطع بين أبي الرقاد وبين علي .
وأما رواية الطبري ففيها شيخه سفيان بن وكيع بن الجراح: كان يتلقن أحاديث يقلب وراقه أسانيدها فيدخلها عليه، وينبه فلا يرجع، فترك من أجل ذلك كما تقدم، وفوقه أبو خزيمة سليمان التمار -لم أقف له على ترجمة- عمن رواه عن علي ، وذا مبهم، وفيه آخران تكلم فيهما لأوهام منهما. ثم أبو نعيم ضرار بن صرد وسفيان بن وكيع اختلفا فيه بالإسنادين عن شيخ واحد.
فالأثر ساقط الإسناد عن علي ، ولكنه صح إسناده عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير، والحسن البصري وغيرهم من أئمة التفسير، فعليها المعول، وعليه قال الطبري في "تفسيره" (١٧/ ٢٩١ - ٢٩٢): "أولى الأقوال بالصواب في تأويل هذه الآية: ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ قول من فسره بالقناعة، وذلك أن من قنعه الله بما قسم له من رزق لم يكثر للدنيا تعبه، ولم يعظم فيها نصبه، ولم يتكدر فيها عيشه باتباعه بغية ما فاته منها وحرصه على ما لعله لا يدركه فيها". بتصرف.
(١) هو: أبو معاوية الأسود الزاهد، مولى بني أمية، من كبار أولياء الله، كان صحب سفيان الثوري وإبراهيم بن أدهم. انظر: "تاريخ دمشق" (٦٧/ ٢٤٠ - ٢٤٥)، رقم (٨٨٤٥)، "سير أعلام النبلاء" (٩/ ٧٨ - ٧٩)، رقم (٢١).
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في "الرضا بالقضاء" (ح ٤٢، ٧١) بإسناد صحيح عن أبي معاوية الأسود.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) أخرجه ابن عساكر (١٠/ ٢٠٦)، بإسناد لا بأس به، إن شاء الله. والله أعلم.
(٥) رواه أبو القاسم عبد الكريم القشيري في "الرسالة القشيرية" (١/ ٢٩٥) عن أبي عبد الرحمن السلمي الصوفي، بإسناده إلى إبراهيم المارستاني قوله. والسلمي =

<<  <  ج: ص:  >  >>