كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف القاف - ٧٨٩ - حديث: قوام أمتي بشرارها. - ج: 3 - ص: 816

[ذهبت أنا والحسن بن أبي الحسن إلى ميمون بن سنباذ، حتى (١) … حديثه، قال:] (٢) سمعت النبي ﷺ (٣).

وقد استنكره بعض الأئمة، وقال: هارون وأبوه مجهولان (٤).

---

(١) هنا سقط في "الإصابة" مقدار كلمتين، والظاهر أنه من إنشاء الحافظ في الاختصار.
(٢) ما بين المعقوفين استدرك من "الإصابة" للحافظ ابن حجر (١٠/ ٣٦٤).
(٣) لم أقف عليه، وقد جاء نحوه في "الأباطيل" للجوزقاني، و"العلل" لابن الجوزي (السابق) من حديث أبي عبد الله صاحب خليل، عن إبراهيم بن سليم، قال: ثنا هارون بن دينار العجلي، قال: حدثني أبي، قال: سمعت الميمون بن سنباذ -رجل من أصحاب النبي ﷺ- أتيته أنا والحسن بن أبي الحسن، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "قوام أمتي بشرارها، قوام أمتي بشرارها، قوام أمتي بشرارها".
وبنحوه علقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٥/ ٢٥٧٥) عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، عن هارون بن دينار.
قال ابن الجوزي: "لا يصح؛ هارون بن دينار وإبراهيم بن سليمان ضعيفان، وأبو عبد الله غلام خليل كان يضع الحديث"، ولعل الآفة فيه من غلام خليل، حيث لما أنكر الأئمة السياق المتقدم -كما سيأتي من كلام أبي حاتم- غَيَّره على هذا السياق. والله أعلم.
وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي: مات شابًا ولم يظهر له كبير حديث، وحدث عنه جعفر بن عبد الواحد الهاشمي -وهو متهم- بالمناكير عن الثقات، وعليه ذكر ابن عدي والخليلي أنه يحتمل أن تكون الآفة فيها من جعفر، وقد ذكر له ابن عدي أثرًا منكرًا بإسناد صحيح من رواية آخر صدوق عنه.
وهنا لا يعرف من دونه في إسناد هذا الحديث، أصدوق أم كذاب. والله أعلم.
وانظر: "الكامل" (١/ ٢٦٥)، رقم (٩٩) "الكاشف" (١٦٦) "تهذيب التهذيب" (١/ ١٤٠)، رقم (٢٤٩) "التقريب" (٢٠٧).
(٤) هو معنى كلام أبي حاتم الرازي، فيما نقله ابنه عنه في "الجرح والتعديل" (٨/ ٢٣٢)، رقم (١٠٥٠)، قال: "ميمون بن سنباذ البصري أبو المغيرة: ليست له صحبة، رجل من أصحاب النبي ﷺ في ذلك العصر!! من أين جاء؟ وما يصنع عند الحسن؟ إن كان شيء لعله قال: قال النبي ﷺ، ولم يقل: سمعت النبي ﷺ فلم يضبطوه". قال ابن أبي حاتم: فقلت لأبي: فما قولك في هارون بن دينار؟ فقال: "شيخ، وأبوه دينار لا يعرف". وقال في ترجمة هارون بن دينار (٩/ ٨٩)، رقم (٣٦٦): "شيخ ليس بمشهور"، وقال في ترجمة أبيه دينار (٣/ ٤٣٣)، رقم (١٩٦٧): "لا يعرف". وتقدم كلام بقية الأئمة فيهما.
ولما تقدم عن أبي حاتم الرازي حكم الجوزقاني في "الأباطيل" (٢/ ٣٩٤)، وابن الجوزي =