وللحديث أيضًا طريق آخر، رواه الخلعي في "فوائده" (ص ٢٩٢)، (ح ٧٤٨) من طريق عمرو بن بكر السكسكي عن محمد بن قاسم عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر به. وعمرو السكسكي متروك في الحديث، بل كذّبه ابن حبان كما في: "الثقات" (٧/ ٤٣٨)، "والمجروحين" (٢/ ٤٨). وله طريق آخر عن أبي ذر، أخرجه ابن عساكر في: "تاريخه" (٦٠/ ١٣٧) بإسناده عن زيد بن وهب عن أبي ذر به. وفيه اختلاف في بعض ألفاظه عن ما سبق من الروايات وفيه: "وإياك وكثرة الضحك؛ فإنه يقسّي القلب ويذهب بنور الوجه". وليس فيه الأمر بـ (الصمت). وهو أخصر، وأقل وصايا وألفاظًا مما سبق من الروايات. وإسناده واهٍ كسابقه لا تقوم به حجة أيضًا؛ فيه حسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي المقرئ. قال عنه الخطيب البغدادي: كذّاب في الحديث والقراءات جميعًا. واتهمه بالكذب ابن عساكر. وقال ابن العماد: ضعيف؛ اتُّهِم في لُقِيّ بعض الشيوخ. انظر: "تبيين كذب المفتري" (١/ ٤١٦)، "ميزان الاعتدال" (١/ ٥١٣)، "شذرات الذهب" (٥/ ١٩٩). والخلاصة أن مجموع تلك الروايات لا تنهض بمجموعها إلى تقوية الحديث، لكن ما سبق من رواية أبي هريرة ففيها الغنية والكفاية في النهي عن كثرة الضحك وأنه يميت القلب، فهو حديث حسن كما سبق بيانه والله أعلم. (١) قوله: "زاد" قد يوهم أن هذه اللفظة من الحديث زيدت من الراوي في روايته للحديث السابق، وليس الأمر كذلك؛ فقد وقفت عليها مستقلة كما سأبينه إن شاء الله ﷿. (٢) سقطت من (ز). (٣) روى ابن منده في "أماليه" "مخطوط جوامع الكلم" بإسناده عن يعقوب بن إسحاق القرقساني قال: حدثنا محمد بن مصعب قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد عن أبي وائل قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله ﷺ-يقول: ما أتاني جبريل ﵇ قط إلا وما بين عينيه مصرورٌ، فذكرت ذلك له، فقال: والذي بعثني وبعثك بالحق =