كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الكاف - ٨٠٥ - حديث: الكذب مجانب للإيمان. - ج: 4 - ص: 33

رفعه: "يُطبع المؤمن على كل خَلَّة (١) غير الخيانة (٢) والكذب". وفي الباب: عن ابن عمر (٣)

---

= هاشم عن الأعمش عن أبي إسحاق بهذا الإسناد.
فكأنه يرى إعلاله بتفرده برفعه ومخالفته للذين أوقفوه، فتعقبه البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (١/ ١٤٠) بقوله:
قلت: وثقه -أي: علي بن هاشم- أحمد وابن معين وابن المديني وأبو زرعة والنسائي وابن حبان وغيرهم.
وأورد الحديث الحافظ ابن حجر في "الفتح" (١٠/ ٦٢٤) وعزاه للبزار وقال: سنده قوي، وذكر الدارقطني أن الأشبه أنه موقوف.
فأما من رواه موقوفًا من قول سعد: شعبة عند ابن المبارك في "الزهد" (ص ٢٨٥).
ورواه ابن أبي شيبة (١٣/ ١٥٠)، (ح ٢٦١١٧) عن يحيى بن سعيد عن سفيان الثوري.
ورواه ابن أبي الدنيا عنهما مقرونين في ذم الكذب (ص ٢٤)، (ح ٢٥).
فكلاهما شعبة وسفيان عن سلمة بن كُهَيل عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد موقوفًا عليه.
والوقف أصح.
سُئل أبو زرعة عن رواية الرفع فقال: هذا يُروى عن سعد موقوفًا. العلل لابن أبي حاتم (٦/ ٢٦١).
فهذا ترجيح منه للوقف على الرفع.
وقد رجح رواية الوقف هذه من طريقيها الدارقطني في "العلل" (٤/ ٣٣٠) فقال: الموقوف أشبه بالصواب.
وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (١٠/ ١٩٧) بعد روايته للموقوف: "هذا موقوف وهو الصحيح، وقد روي مرفوعًا".
بل صرح بضعف المرفوع في "الشعب" (٦/ ٤٥٤) فقال: ورفعه ضعيف.
والذي يظهر والله أعلم أن الموقوف هو الأصح والأرجح لرواية الإمامين الحافظين له موقوفًا كشعبة وسفيان، وترجيح الأئمة للوقف.
وإسناد الموقوف صحيح رجاله رجال الشيخين.
(١) الْخَلَّة -بفتح الخاء- هي: الخصلة، يُقَال: فلَان كريم الخلال ولئيم الخلال، وهي الخِصَال. انظر: "تهذيب اللغة" (٦/ ٣٠٢)، و"المصباح المنير" (ص ١٨٠ ط. العلمية).
(٢) في الأصل و (ز): "الجنابة" وهو تصحيف عجيب، والتصويب من (د) و (م).
(٣) رواه البيهقي في "الشعب" (٦/ ٤٥٥)، (ح ٤٤٧١)، والقضاعي في "مسنده" (١/ ٣٤٤)، (ح ٥٩٠) كلاهما من طريق عبيد الله الوصافي عن محارب بن دينار عن ابن عمر به مرفوعًا ولفظهما: يطبع المؤمن على كل خلق ليس الخيانة والكذب. =