كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الكاف - ٨٠٧ - حديث: كرم المرء دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه. - ج: 4 - ص: 40

حديث حسان بن فائد (١) عن عمر أنه قال: "الكرم التقوى، والحسب المال، لست بخير من فارسيّ ولا نَبَطِيّ إلا بتقوى".

وعنده (٢) أيضًا من حديث ابن سَلَام (٣) قال: بينما عمر بن الخطاب يمشي ورجل يخطر (٤) بين يديه ويقول: "أنا ابن بطحاء مكة (٥)، كُدَيِّها فَكَدائِها (٦)، فقال عمر: إن يكن لك دين فلك كرم، وإن يكن لك عقل

---

= زياد النيسابوري البغدادي قال فيه الخليلي: ثقة حافظ. وقال الدارقطني: لم أر في مشايخنا أحفظ منه.
انظر: سؤلات السلمي له (ص ٢٩٩).
ورواه -أيضًا- البيهقي في "سننه الكبرى" (١٠/ ١٩٥) من طريق محمد بن إسحاق به … وقال عقبه وهذا الموقوف إسناده صحيح.
وهو عند ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٥/ ٢٦٦) عن الشعبي، قال: قال عمر … فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل انقطاعه؛ فإن الشعبي لم يدرك عمر ﵁.
ورواه أيضًا ابن أبي الدنيا في كتابه "العقل وفضله" (ص ٢٤)، رقم (٥) من طريق مجالد عن الشعبي عن مسروق قال: كنا عند عمر فذكره …
فيه مجالد بن سعيد قال الحافظ: ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره. "التقريب" (ص ٩٢٠). لكنه لم ينفرد فقد توبع كما عند الدارقطني بسند صحيح.
(١) في (م): "قائد"، وهو خطأ، وقد تقدم التعريف به عند حديث رقم (٣٧٤).
(٢) أي: العسكري. وقد رواه بهذا اللفظ ابن أبي الدنيا في إصلاح المال (١/ ٣٣)، برقم (٤٨) وعنه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (٥/ ٢٤٩)، برقم (٢٠٨٨) من طريق بكير بن بكر الغفاري عن أبيه عن رجل منهم يقال له نضلة عن عمر فذكره. عند الدينوري (نضلة) وعند شيخه ابن أبى الدنيا (فضلة).
ولم أعرفهما.
وكذا بكير وأبوه لم أجد من ترجمهما.
(٣) بالتخفيف وقد أشار الناسخ في الأصل بقوله: "خف" وتقدم التعريف به عند حديث رقم (٨٠).
(٤) أي: يَتَمَايَل ويَمشِي مِشْيةَ المُعْجب. "النهاية" (٢/ ٤٦).
(٥) البطحاء: أصله المسيل الواسع فيه دقائق الحصى، ومنه بطحاء مكة وأبطحها ممدود، وهو كل موضع منبسط. انظر "معجم البلدان" (١/ ٤٤٦).
(٦) كداء بالفتح والمدّ: الثَّنِيَّة العُلْيا بمكة ممَّا يَلِي المَقابِر وهو المَعْلا.
وأمَّا كُدَيُّ بالضم وتشديد الياء فهو موضع بأسفل مكة. "النهاية" لابن الأثير =