(٢) (٨/ ٢٧٢)، (ح ٨٦١٠) من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني: نا بقية بن الوليد عن جرير بن حازم عن الزبير بن الخريت عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ قال: طلب الحلال واجب على كل مسلم. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزبير بن الخريت إلا جرير بن حازم، ولا عن جرير إلا بقية، تفرد به بن أبي السري. قلت: لم يتفرد به ابن أبي السري واسمه محمد بن المتوكل العسقلاني؛ فقد تابعه عمران بن هارون الرملي متابعة تامة عند ابن البختري في أماليه. انظر: (ص ١٦٥)، (ح ١١٨). وأورده الهيثمي في: "المجمع" (١٠/ ٢٩١) وعزاه له في "الأوسط" وقال: إسناده حسن. وذكره أيضًا المنذري في الترغيب (٢/ ٣٤٥)، وقال: حسن إن شاء الله. وخالفهما العراقي فقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده ضعيف. "المغني" للعراقي (١/ ٤٣٥). قلت: وهو كما قال؛ فإن في إسناده بقية بن الوليد بن صائد، أبو يحمد الكلاعي وهو مدلس؛ يدلس تدليس التسوية وقد عنعن، وفيه ضعف أيضًا. قال فيه أحمد: له مناكير عن الثقات. وقال النسائي: إذا قال ثنا وأنبا فهو ثقة، وإذا قال عن فلان وفلان فلا. وقال أبو مسهر: أحاديث بقيّة ليست نقيّة، فكن منها على تقيّة. وقال ابن عدي: ولبقيّة حديث صالح غير ما ذكرناه، ففي بعض رواياته يخالف الثقات، وإذا روى عن أهل الشام فهو ثبت، وإذا روى عن غيرهم خلّط. وشيخه في هذا الحديث جرير ليس شاميًّا، بل هو بصري. وذكره البرهان الحلبي في "التبيين لأسماء المدلسين" (ص ٤٧) فقال: بقية بن الوليد مشهور بالتدليس، مكثر له عن الضعفاء، ويعاني تدليس التسوية. قال المعلمي: بقية يدلس عن الضعفاء، فإذا لم يصرح بالسماع وجب التوقف؛ لاحتمال أنه إنما سمع من ضعيف. انظر: "الكامل" (٢/ ٨٠)، "بحر الدم" (١/ ٣٠)، المغني في "الضعفاء" (١/ ١٧٢ - ١٧٣)، "التنكيل" (١/ ٣٥٦) وله علة ثالثة؛ فإن الزبير بن الخريت لم يذكر أحد من الأئمة ممن ترجم له أنه روى عن الصحابة. وعده ابن حجر من صغار التابعين من أصحاب الطبقة الخامسة، وهم الذين رأوا =