للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن ثابت عن أنس مرفوعًا بلفظ: "إن من كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته تقول: اللَّهُمَّ اغفر لنا وله" وهو ضعيف أيضًا (١).

ولكن له شواهد: فعند أبي نعيم في "الحلية" (٢)، وابنُ عدي في "الكامل" (٣) كلاهما من حديث أبي داود سليمان بن عمرو النَّخَعي (٤) عن أبي حازم (٥) عن سهل بن سعد مرفوعًا ولفظه: "من اغتاب أخاه فاستغفر له فهو كفارة له". والنخعي ممن اتهم بالوضع (٦).


(١) علته أبو سليمان الكوفي والراوي عنه.
وقد رواه أيضًا البيهقي في "الدعوات الكبير" (٢/ ٢٤٩) من طريق أشعث بن شبيب عن أبي سليمان الكوفي عنبسة به مرفوعًا.
وهذه فائدة انفرد بها عن الخرائطي حيث صرح باسم الكوفي فقال: "عنبسة"؛ لئلا يختلط بأبي سليمان الكوفي الآخر، واسمه حُديج بن معاوية.
وعنبسة أبو سليمان الكوفي هذا لم أعرفه، والراوي عنه أيضًا مجهول، وهو أشعث بن شبيب لم أر أحدًا ذكره بتوثيق ولا تجريح. ولذا قال الألباني: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ لم أعرف أبا سليمان هذا، ولا الراوي عنه. "الضعيفة" (٤/ ٢٧).
وقد أشار إلى ضعف الحديث البيهقي عقب روايته الحديث؛ فقال: في هذا الإسناد ضعف، والله أعلم. "الدعوات الكبير" (٢/ ٢٤٩).
وله طريق أخرى عن أنس كذلك هي تالفة.
أخرجها الخطيب في "تاريخه" (٧/ ٣٠٣) من طريق دينار بن عبد الله عن أنس مرفوعًا. ودينار هذا هو: أبو مكيس الحبشي، كذاب لم يلحق أنسًا.
قال الذهبي: ذاك التالف المتهم؛ حَدّث في حدود الأربعين ومائتين بوقاحة عن أنس بن مالك. انظر: "الميزان" (٢/ ٣٠).
(٢) (٣/ ٢٥٤).
(٣) (٣/ ٢٤٧).
(٤) تقدمت ترجمته عند حديث رقم (٢٨٦).
(٥) سلمة بن دينار، أبو حازم، الأعرج، الأفزر، التمار المدني، القاضي، مولى الأسود بن سفيان، ثقة عابد، من الخامسة. مات في خلافة المنصور. ع. "التقريب" (ص ٣٩٩).
(٦) كذّبه يحيى ابن معين فقال: من المعروفين بالكذب ووضع الحديث، وقال: هو أكذب الناس.
وكذّبه أيضًا ابن المديني وابن راهويه وأحمد وقتيبة بن سعيد وغيرهم.
حتى قال ابن عدي: اجتمعوا على أنه يضع الحديث. وفي الميزان: "أجمعوا .... ".
انظر: "الجرح والتعديل" (٤/ ١٣٢)، "الكامل" (٣/ ٢٤٩)، و"الميزان" (٢/ ٢١٦).
وهذا الحديث من وضعه كما صرح بذلك ابن عدي في "الكامل" (٣/ ٢٤٧). =

<<  <  ج: ص:  >  >>