وأما حديث عبد الله بن مسعود فرأيته عند ابن الأعرابي في "معجمه" (٣/ ٩٤٧)، (ح ٢٠١٤) قال: نا الكلبي نا الوضاح بن يحيى نا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا". وفيه الوضاح بن يحيى قال عنه أبو حاتم: شيخ ليس بالمرضي. ومرة قال: شيخ صدوق. "الجرح والتعديل" (٩/ ٤١)، "ميزان الاعتدال" (٤/ ٤١٦). والراوي عنه اسمه عبد الله بن أسامة وثقه أبو حاتم (٥/ ١٠). وبقية رجاله ما بين ثقة أو صدوق. والحديث صحيح بشواهده. وأما حديث علي بن أبي طالب فأخرجه البيهقي في "الشعب" (١٣/ ٣٥٦)، (ح ١٠٤٧٧) من طريق حسين بن ضميرة حدثهم عن أبيه عن جده عنه بلفظ: "من لم يرحم صغيرنا ولم يعرف حق كبيرنا فليس منا، ولا يكون المؤمن مؤمنًا حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه". وسنده تالف من أجل الحسين وهو ابن عبد الله بن ضميرة الحميري المدني فإنه كذاب؛ كذبه مالك وأبو حاتم، وقال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون، وقال أحمد: لا يساوي شيئًا، وقال البخاري وابن عدي: منكر الحديث. "التاريخ الكبير" (٢/ ٣٨٨)، "ميزان الاعتدال" (١/ ٥٣٨). (١) في "مسنده" (٢/ ٢٠٩)، (ح ١٢٠٣). وأخرجه أحمد في "مسنده" (٤/ ١٧٠)، (ح ٢٣٢٩) وعبد بن حميد في "مسنده" (ص ٢٠٢)، (ح ٥٨٦)، والترمذي في "جامعه" (ص ٤٣٩)، (ح ١٩٢١)، والبزار كما في "كشف الأستار" (٢/ ٤٠١)، (ح ١٩٥٥)، والطبراني في "الكبير" (١١/ ٧٢)، (ح ١١٠٨٣)، والبيهقي في "الشعب" (١٣/ ٣٥٤)، (حٍ ١٠٤٧٤) كلهم من طرق عن ليث بن أبي سليم عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا بلفظ: "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعرف حق صغيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر". والحديث أورده الهيثمي في "المجمع" وأعله بالليث بن أبي سليم (٨/ ٣٣). وهو كما قال، فإن الليث مجمع على ضعفه وقد تقدم مرارًا. وحديثه هذا حسن في الشواهد بدون الزيادة الأخيرة منه فقد تفرد بها؛ خالفه المغيرة بن زياد البجلي فرواه عن عكرمة به. باللفظ نفسه إلا أنه قال: "ومن لم يوتر فليس منا". بدل "ومن لم يأمر بالمعروف … ". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٦/ ٣٥٤). والمغيرة هذا أحسن حالًا من الليث؛ فقد قال عنه أحمد: ضعيف الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي. =