فأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي الدنيا في العيال (١/ ٣٤٨)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ١٧٨) وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٣/ ٣٥٤)، (ح ١٠٤٧٣) من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني أبو صخر، عن ابن قسيط، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ، قال: "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا، فليس منا". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. "المستدرك مع التلخيص" (٤/ ١٧٨). وأما حديث واثلة بن الأسقع فأخرجه الطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٩٥)، (ح ٢٢٩) من طريق عبد الله بن يحيى بن عطاء بن سليك عن الزهري عن واثلة قال: قال رسول الله ﷺ: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا". وسنده ضعيف من أجل الانقطاع بين واثلة والزهري؛ فإنه لم يسمع منه. والحديث أورده الهيثمي في "المجمع" (٨/ ٣٤) وقال: الزهري لم يسمع من واثلة. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٧/ ٨٠)، والطبراني في "الكبير" واللفظ له (٨/ ٢٣٦)، (ح ٧٩٢٢) كلاهما من طريق الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعًا: "من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا فليس منا". وفيه الوليد بن جميل لينه أبو زرعة، وقال أبو داود: لا بأس به، وقال الحافظ: صدوق يخطئ. انظر: "تهذيب الكمال" (٣١/ ٧)، "ميزان الاعتدال" (٤/ ٣٣٧)، "التقريب" (ص ١٠٣٧). وحديثه هذا حسن في الشواهد وشواهده كثيرة جدًّا. وأما حديث جابر بن عبد الله فرواه الطبراني في "الأوسط" (٦/ ١٠١)، (ح ٥٩٢٧) من طريق سهل بن تمام بن بزيع قال: ثنا مبارك بن فضالة عن أبي الزبير عنه مرفوعًا بلفظ: "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا". قال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا مبارك بن فضالة تفرد به سهل بن تمام بن بزيع". قلت: وهما ضعيفان؛ فمبارك فيه مقال مشهور وهو مدلس وقد عنعن وقد تقدم مرارًا. وأما سهل بن تمام بن بزيع البصري فقال عنه أبو حاتم: شيخ، وضعفه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ. وقال الحافظ: صدوق يخطئ "الثقات" (٨/ ٢٩٠)، "الجرح والتعديل" (٤/ ١٩٤)، "التقريب" (ص ٤١٨). وبهاتين العلتين ضعفه الهيثمي في "المجمع" (٨/ ٣٤).