للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ماء زمزم براءة من النفاق، وأن ماءها يذهب بالصُّداع، والاطلاعُ فيها يجلو البصر".

والكلام في استيفاء هذا المعنى يطول (١).

تتمة:

يُذكر على بعض الألسنة أن فضيلته ما دام في محله، فإذا نُقِل يتغير، وهو (٢) شيء لا أصل له؛ فقد كتب النبيّ (٣) إلى سُهيل بن عَمرو (٤): "إن جاءك كتابي ليلًا فلا تصبحنّ، أو نهارًا فلا تمسينّ حتى تبعث إليّ بماء زمزم" وفيه: أنه: "بعث له بمزادتين" وكان حينئذ بالمدينة قبل أن يفتح مكة (٥)، وهو


= ساج قال: أخبرني مقاتل عن الضحاك بن مزاحم، قال: بلغني فذكره. . . بزيادة: "وأنه سيأتي عليها زمان يكون أعذب من النيل والفرات".
وسنده ضعيف لكونه بلاغًا وهو في حكم المرسل؛ لأن الضحاك تابعي، والجملة الأولى منه لها شواهد سبق ذكرها.
وفيه عثمان بن ساج وقد ينسب إلى جده عمرو، قال عنه الذهبي: مقارب الحديث، وقال الحافظ: فيه ضعف. "الميزان" (٣/ ٣٤)، "التقريب" (ص ٦٦٧).
وبقية رجاله صدوقون.
(١) نعم فقد اهتم العلماء بالأخبار الواردة في زمزم من حيث فضائلُها وذكرُ طرقِ الأحاديث الواردة فيها مع ذكر جملة من الآثار والحكايات.
كالفاكهي والأزرقي في كتابيهما "أخبار مكة" فقد ذكرا شيئًا كثيرًا من ذلك.
وقد خصها بعض الأئمة بالتأليف كالحافظ ابن حجر في جزء حديثي وهو مطبوع، وقبله الدمياطي وهو مفقود، وألف القادري أيضًا كتابًا سماه: "إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء زمزم لما شرب له" بعناية زهير الشاويش وتحقيق الألباني.
(٢) في (م): "وهذا".
(٣) سقطت من الأصل و (د) و (ز)، وألحقتها من (م).
(٤) سهيل بن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري كان خطيب قريش أبو يزيد قال البخاري سكن مكة ثم المدينة ثم انتقل إلى الشام مات سهيل بالطاعون سنة ثمان عشرة. "الإصابة" (٤/ ٥١٩).
(٥) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٥/ ١١٩)، (ح ٩١٢٧)، والفاكهي في "أخبار مكة" (٢/ ٣٣)، ورواه الأزرقي في "أخبار مكة" (٢/ ٤٦) من طريق عثمان بن ساج، وابن عساكر في "تاريخه" (٧٣/ ٥٦) من طريق طارق بن موسى، أربعتهم (عبد الرزاق =

<<  <  ج: ص:  >  >>