للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لكن يُعكِّر عليه ما ورد في عمر عيسى (١).


= ورجال المرسل ثقات وهو المحفوظ وأما وصله فلا يصح.
وليست العلة من يحيى بن جعدة المختلف عليه، بل من إسحاق العطار فهو: متروك منكر الحديث، وهو الذي وصله كما سبق.
ويلاحظ في متن المرسل أن العمر المقصود هو عمر النبوة لا عمر الحياة؛ لأن في متن الموصول جاء مطلقًا غير مقيد فقد يفهم منه عمر الحياة.
لذا فسره ابن حجر بقوله: معناه عَمّر في النبوة. "المطالب العالية" (١٤/ ٢٧١).
وبما أن المرسل يتقوى فله شاهد مرسل رجاله ثقات كلهم، أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (٢/ ٣٠٩) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي: أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم قال: قال رسول الله : يعيش كل نبي نصف عمر الذي قبله، وإن عيسى بن مريم مكث في قومه أربعين عامًا.
(١) يشير إلى ما ورد من رفعه إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين فهذا يعكر ويشكل على حديث الترجمة على قول المؤلف.
لكن الوارد في ذلك موقوفات على بعض السلف وبيان ذلك:
أنه أثر موقوف على سعيد بن المسيب أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (٣/ ٥٩٠) وأحمد بن حنبل في "العلل ومعرفة الرجال" (١/ ٤٨١)، والدينوري في "المجالسة" (٦/ ٢٤١) كلهم من طرق عن حماد؛ يعني: ابن سلمة قال: حدثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: رفع عيسى وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ومات معاذ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.
وسند الأثر ضعيف فيه علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف كما سبق.
ولعله من الإسرائيليات المأخوذة عن أهل الكتاب فإنه يروى هذا الأثر أيضًا عن وهب بن منبه أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٥٩٦) بلفظ: زعمت النصارى أن عيسى عاش إلى أن رفع ابن اثنين وثلاثين سنة.
هكذا، والمروي عن سعيد بن المسيب: "ثلاث وثلاثين سنة".
وهذا الأثر سكت عنه الحاكم وتعقبه الذهبي بقوله: عبد المنعم ساقط. "التلخيص" (٥/ ٥٩٦).
وهذان الأثران ضعيفان فلا تقوم بهما حجة لا سيما وأنهما معارضان بأقوى منهما من المرفوعات.
وقد استشكلهما أيضًا البيهقي في دلائل النبوة عندما ذكر حديث فاطمة الآتي الذي فيه "أن عيسى عاش مائة وعشرين" ثم أعقبه بهذين الأثرين فراح يوجه قولهما: "ثلاث أو اثنين وثلاثين سنة" بأن المقصود نزوله للدنيا ومكوثه فيها آخر الزمان.
حيث قال: فإن صح قول ابن المسيب ووهب فالمراد من الحديث، والله أعلم، بما =

<<  <  ج: ص:  >  >>