تعقيب على قول المؤلف "وآخرين": أقول وبالله التوفيق نعم فقد جاء هذا الحديث عن صحابة آخرين منهم: جابر بن عبد الله الأنصاري وصفوان بن عسال وعلي بن أبي طالب والبراء بن عازب وعروة بن مضرس ﵃. فأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: عند الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" (٢/ ٩٩٠) قال: حدثنا عبد الله بن الرومي: حدثنا عمارة بن عمير: حدثنا عكرمة: حدثنا سعيد -يعني: ابن كيسان-: حدثني جابر بن عبد الله ﵄ قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، متى تقوم الساعة؟ فقال: وما أعددت لها؟ فقال: والله يا رسول الله إني لضعيف العمل وإني أحب الله ورسوله، فقال: فأنت مع من أحببت. وسنده صحيح رجاله كلهم ثقات. وأما الطريق الثاني: فأخرجه أحمد في "المسند" (٢٣/ ٣٩٨)، (ح ١٥٢٤٠)، وعبد بن حميد في "مسنده" (ص ٣٢١)، (ح ١٠٥٤) كلاهما عن الحسن بن موسى، والطبراني في "الأوسط" (٩/ ٦)، (ح ٨٩٥٣) من طريق أبي الأسود نضر بن عبد الجبار كلاهما (أبو الأسود والحسن) عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أنه سمع النبي ﷺ يقول: المرء مع من أحب. وفيه علتان: ابن لهيعة فيه ضعف في رواية غير العبادلة عنه، كما هو الحال في هذا السند. وقد سبق مرارًا. وأبو الزبير هو: محمد بن مسلم بن تدرس المكي صدوق مدلس وقد عنعن. لكن حديثهما هذا حسن لكثرة شواهده المتقدمة فإنها تقويه. وأما حديث صفوان بن عسال فقد أخرجه أبو داود الطيالسي (٢/ ٤٨٦)، (ح ١٢٦٣) قال: ثنا شعبة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وهمام، وأحمد في "المسند" (٣٠/ ١١)، (ح ١٨٠٩١)، والحميدي في "مسنده" (٢/ ٣٨٨)، والترمذي في "جامعه" (ص ٥٣٨)، (ح ٣٢٨٧) ثلاثتهم من طريق الثوري، والنسائي في "سننه" (١٠/ ٩٧)، (ح ١١١١٤) من طريق حماد بن سلمة، وابن حبان في "صحيحه" (٢/ ٣٢٢)، (ح ٥٦٢) من طريق زهير بن معاوية والطبراني في "الكبير" (٨/ ٦٧)، (ح ٧٣٥٣) من طريق ابن عيينة، وفي "الأوسط" (٣/ ٣٧٦)، (ح ٣٤٤٦) من طريق زياد بن الربيع، وفي موضع آخر (٤/ ٤٢)، (ح ٣٥٦٣) من طريق مفضل بن صالح، وفي "الصغير" (١/ ١٦١)، (ح ٢٥٠) من طريق مبارك بن فضالة، كلهم (وهم عشرة أنفس) عن عاصم =