للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثنا الحسن بن واصل (١) قال: قال الحسن (٢): "لا تغتر يا ابن آدم بقول من يقول أنت مع من أحببت؛ فإنه من أحب قوما اتبع آثارهم، واعلم أنك لن تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم، وحتى تأخذ بهديهم، وتقتدي بسنتهم، وتصبح وتمسي على مناهجهم؛ حرصًا على أن تكون منهم".

قلت (٣): ومن ثم قال القائل (٤):

تعصى الإله وأنت تظهر حبه … هذا لعمري في القياس بديع

لو كان حبك صادقًا لأطعته … إن المحب لمن يحب (٥) مطيع

وسأل رجل من أهل بغداد أبا عثمان الواعظ (٦): متى يكون الرجل صادقًا في حب مولاه؟ فقال: إذا خلا من خلافه كان صادقًا في حبه، قال:


(١) الحسن بن دينار أبو سعيد التميمي، وقيل: الحسن بن واصل، عن محمد بن سيرين وغيره، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان: تركه وكيع، وابن المبارك، فأما أحمد ويحيى فكانا يكذبانه.
انظر: "العلل ومعرفة الرجال" (٣/ ٤٨٤)، "الجرح والتعديل" (٣/ ١١)، "المجروحين" (١/ ٢٣١)، "ميزان الاعتدال" (١/ ٤٨٧).
(٢) هو: البصري الإمام الشهير، والسند إليه ضعيف جدًّا؛ داود بن المحبر متروك، وكذا شيخه الحسن بن واصل كما مضى في التعريف بهما.
(٣) سقطت من (ز).
(٤) ينسب هذان البيتان للنابغة الذبياني في "ديوانه" (ص ١٣١) وللشافعي أيضًا في "ديوانه" (ص ١٦٢).
ورواه ابن عساكر في "تاريخه" (٣٢/ ٤٦٩) بسنده من شعر عبد الله بن المبارك.
ورواه البيهقي في "الشعب" (٢/ ٤٤) بسنده عن محمد بن الحسن بن الحنفية من شعره.
وجعله الكتبي صاحب كتاب "فوات الوفيات" (٤/ ٨١) من شعر محمود بن الحسن الوراق شيخ ابن أبي الدنيا.
ويلاحظ أن أقدم من نسب إليه هو النابغة الذبياني وهو شاعر جاهلي، فلعله هو صاحب البيتين، وعنه تناقله وتمثل به العلماء والشعراء. والله أعلم.
(٥) في (م): "أحب".
(٦) هو: الواعظ المحدّث، أبو عثمان، سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور النيسابوري الحيري الصوفي. قال الحاكم: لم يختلف مشايخنا أن أبا عثمان كان مجاب الدعوة، وكان مجمع العباد والزهاد .. توفي (٢٩٨ هـ). "سير أعلام النبلاء" (١٤/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>