للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لكعب بن مالك (١).

ولا ينبغي للذي يقام له أن يريد ذلك من صاحبه، حتى إن لم يفعل حنق عليه، أو شكاه أو عاتبه، وقد سمعت أبا عبد الله الحافظ هو الحاكم يقول: سمعت الإمام أبا بكر أحمد بن إسحاق هو الصبغي إمام الفقهاء الشافعية بنيسابور (٢)، يقول التقيت مع أبي عثمان الحيري (٣) في يوم عيد في المصلى وكان من عادته إذا التقى بواحد منا يسأله بحضرة الناس عن مسائل فقهية يريد بذلك إجلاله وزيادة محله عند العوام، فسألني بحضرة الناس في مصلى العيد عن مسائل، فلما فرغ منها قلت له: أيها الأستاذ في قلبي شيء أردت أن أسألك عنه منذ حين، قال: قل، قلت: إني رجل قد دفعت إلى صحبة الناس وحضور هذه المحافل، وإني ربما أدخل مجلسًا يقوم لي بعض


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب المغازي، باب حديث كعب بن مالك وقول الله ﷿ (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) (٦/ ٣)، (ح ٤٤١٨).
و"صحيح مسلم"، كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه (٤/ ٢١٢٠)، (ح ٢٧٦٩) كلاهما من حديث عبد الله بن كعب -كان قائد كعب من بنيه حين عمي- قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه فذكره … في قصة طويلة جدًا.
والشاهد منها قول كعب عندما بشر بتوبته قال: دخلت المسجد فإذا رسول الله جالس في المسجد وحوله الناس فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني، والله ما قام رجل من المهاجرين غيره، قال: "فكان كعب لا ينساها لطلحة". وهذا لفظ مسلم.
(٢) شيخ الإسلام، أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب النيسابوري الشافعي، المعروف بـ "الصبغي" سمع الحارث بن أبي أسامة وهشام بن علي السيرافي، وعلي بن عبد العزيز البغوي وغيرهم، وعنه أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم وأبو عبد الله الحاكم، توفي سنة (٣٤٢ هـ) "سير أعلام النبلاء" (١٥/ ٤٨٨).
ونيسابور: نيسابور بفتح أوله والعامة يسمونه (نشاوور) من ثغور ومقاطعة من مدينة خراسان، تقع اليوم شمال شرق إيران بالقرب من العاصمة الإقليمية (مشهد).
انظر: "معجم البلدان" (٥/ ٣٣١) "بلدان الخلافة الشرقية" (ص ٤٢٤). ويكيبيديا الموسوعة الحرة على الشبكة العنكبوتية.
(٣) تقدمت ترجمته عند حديث رقم (١٠٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>