للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا أصل له (١). وممن صرح ببطلانه: العزُّ الدِّيرِيني في "الدرر الملتقطة في المسائل المختلطة" (٢)، ولكنه قال: "إنه مما نقل عن علماء أهل الكتاب كعبد الله بن سلام (٣) وكعب الأحبار" انتهى، ولا يصح، بل كل ما ورد مما فيه تحديدٌ لوقت يوم القيامة على التعيِين، فإما أن يكون لا أصل له كَـ (إن أحسنتْ أمتي فلها يوم، وإن أساءت فنصف يوم) (٤)، أو لا يثبت إسناده. ومن ذلك ما للديلمي عن أنس مرفوعًا: "الدنيا كلها سبعة أيام من أيام الآخرة، وذلك قول الله تعالى (٥): ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [الحج: ٤٧] ".

وعن ابن زِمْلٍ الجهني (٦) رفعه أيضًا: "الدنيا سبعة آلاف سنةٍ أنا في


(١) وقال الحافظ ابن حجر في "أجوبته" (ص ٧٣): "موضوع".
(٢) سبق الكلام على الديريني وكتابه في الحديث رقم (٢٩٨)، وهذا النقل في الجزء المخروم منه.
(٣) عبد الله بن سَلَام بن الحارث، أبو يوسف الإسرائيلي، ثم الأنصاري، من بين قينقاع. أسلم أولَ ما قدم النبي المدينة. مات بالمدينة سنة (٤٣ هـ). انظر: "الإصابة" (٦/ ١٩٠).
(٤) كذا في الأصل و (د)، وفي (ز) و (م): "فلها نصف يوم".
ذكر نحوه السهيلي في "الروض الأنف" (٢/ ٤٠٧) عن جعفر بن عبد الواحد رفعه.
وقد نقله الحافظ وأبطله، وقال بأنه لا يعرف إلا من جهة جعفر وقد كذبوه "الفتح" (١١/ ٣٥١ - ٣٥٢).
(٥) في (م): "﷿".
وانظر: "الغرائب الملتقطة" (ج ٢/ ق ١٤٩) من طريق العلاء بن زيدل عن أنس مثله. ومن هذا الوجه أخرجه السهمي في "تاريخه" (ص ٩٩)، وابن الجوزي في "الموضوعات" رقم (١٧٩١). قال ابن الجوزي: "موضوع، والمتهم به العلاء بن زيدل. قال ابن المديني: كان يضع الحديث، وقال أبو حاتم الرازي وأبو داود: متروك الحديث. وقال ابن حبان: روى عن أنس نسخة موضوعة، لا يحل ذكره إلا تعجبًا". وبه حكم الألباني في "الضعيفة" رقم (٣٦١١).
(٦) وابن زِمْلٍ، بكسر الزاي وسكون الميم بعدها لام، الجهني اسمه عبد الله على الصواب، ذكره ابن السكن وقال: "ليس بمعروف في الصحابة". قال الحافظ: "لم أره مُسَمًّى في أكثر الكتب". وقال ابن حبان: "عبد الله بن زِمْلٍ له صحبة، لكن لا أعتمد على إسناد خبره". انظر: "الإصابة" (٦/ ١٥٦)، و"الإمتاع" للحافظ ابن حجر (ص ١٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>