للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولكن قد تابعه معاوية بن صالح (١) فرواه بنحوه عن نافع، أخرجه ابن جرير في تفسيره (٢)، وأول الحديث: "إن آدم لما أُهبِط (٣) إلى الأرض


= وقال الحافظ: مستور، من السادسة. دق "التقريب" (ص ٤٨٢).
(١) تقدمت ترجمته في الحديث رقم (٣١٢).
(٢) قال الطبري في "تفسيره" رقم (١٦٨٨): ثنا القاسم ثنا الحسين ثنا فرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع، قال: سافرت مع ابن عمر، فلما كان من آخر الليل قال: يا نافعٍ انظر، طلعت الحمراء، قالها مرتين أو ثلاثًا. ثم قلت: قد طلعت. قال: لا مرحبًا ولا أهلًا. قلت: سبحان الله، نجم مُسخَّر سامع مطيع؟ قال: ما قلت لك إلا ما سمعتُ رسول الله ، وقال: قال لي رسول الله : "إن الملائكة قالت: يا رب كيف صَبْرُكَ على بني آدم في الخطايا والذنوِبِ؟ قال: إني ابتليتُهم وعافيتُكم. قالوا: لو كنا مكانهم ما عصيناك. قال: فاختارُوا ملَكَين منكم. قال: فلم يألوا أن يختارُوا، فاختارَوا هاروت وماروتَ".
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" رقم (٣٨٩) من هذا الوجه بأكمل منه، وقال: لا يصح، وأعله بفرج بن فضالة. قلت: فرج بن فضالة هو التنوخي الشامي، وهو ضعيف "التقريب" (ص ٣٨٠)، بل قال عنه البخاري ومسلم: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به، وضعفه جماعة. انظر: "تهذيب التهذيب" (٣/ ٣٨٢ - ٣٨٣). وسياقه مختلف أيضًا. فالحديث باطل مرفوعًا كما قال الألباني في "الضعيفة" رقم (١٧٠). وقال ابن كثير في "تفسيره" (١/ ٣٥٨ - ٣٥٩): "أقرب ما في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار، لا عن النبي . . ." فذكر تلك الروايات ثم قال: "فهذا أصح وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين المتقدمين، وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل، والله أعلم". اهـ.
ولكن قال الحافظ في "القول المسدد" (ص ٨٩): "له طرق كثيرة جمعتها في جزء مفرد، يكاد يكون الواقف عليه أن يقطع بوقوع هذه القصة لكثرة الطرق الواردة فيها، وقوة مخارج أكثرها، والله أعلم". اهـ. وقال السيوطي في "اللآلئ" (١/ ١٥٩) معقبًا: "وقد وقفت على الجزء الذي جمعه فوجدته أورد فيه بضعة عشر طريقًا أكثرها موقوفًا وأكثرها في تفسير ابن جرير، وقد جمعت أنا طرقها في التفسير المسند وفي التفسير المأثور فجاءت نيفًا وعشرين طريقًا ما بين مرفوع وموقوف، ولحديث ابن عمر بخصوصه طرق متعددة من رواية نافع وسالم ومجاهد وسعيد بن جبير عنه وورد من رواية علي بن أبي طالب وابن عباس وابن مسعود وعائشة وغيرهم والله أعلم". اهـ.
(٣) في (م): "هبط".

<<  <  ج: ص:  >  >>