للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابنِ عباسٍ رفعه: "مَنْ عادَ مَريضًا لم يَحضُرْ أجَلُهُ، فقال عنده سبعَ مرَّاتٍ (١): أسألُ الله العظيمَ، ربَّ العرشِ العظيم أنْ يَشفِيَك".

ليس عند أحدٍ منهم "يُعافِيك"، وهي مُستفيضةٌ على الألسنةِ، بل ربما يُقتَصَرُ عليها، ولم أرَهَا في شيءٍ مِنَ الكتبِ، نعم في "الدعاء" (٢) للطبرانيِّ بلفظ: "مَنْ دخَلَ على مريضٍ فقال: أسألُ الله العظيمَ ربَّ العرش العظيم أنْ يُعافِيَك، إلا عُوفِيَ، ما لم يحضُرْ أجلُه".

وكذا هو عند أبي نعيم في "عمل اليوم والليلة" (٣)، وفي آخره أنَّ بعضَ رُواته رفَعَه مرَّةً، ووَقَفَه مرَّتين.

وهذا كما ترى اقتَصَرَ فيه على العافيةِ، وقد وَقَعَتَا مُجتَمِعتَيَن في نسخةٍ مِنْ "عُدَّة الحِصن الحَصين" (٤) لابنِ الجَزَري، لكنَّ العافيةَ مُلحقةٌ بالهامش.

وجوَّزتُ غلطَهَا، فإنها ليست في أصلِهِ "الحصن" (٥).


(١) زيادة "سبع مرات" ثابتة عند أكثر الرواة.
(٢) "الدعاء" (ص ٣٣٩ رقم ١١١٤) من طريق حجاج بن نصير، حدثنا شعبة، عن يزيد أبي خالد الواسطي، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس به فذكره.
ثم رواه (برقم ١١١٥) من طريق الأشجعي، عن شعبة، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا بنحوه.
و (برقم ١١١٦) من طريق عبد الرحمن بن شريك، عن أبيه عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا بنحوه.
وحجاج بن نصير أبو محمد الفَسَاطيطي -بفتح الفاء بعدها مهملة- القيسي؛ قال عنه علي ابن المديني: ذهب حديثه، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، تُرِكَ حديثه، كان الناس لا يحدثون عنه. "الجرح والتعديل" (٣/ ١٦٧ رقم ٧١٢).
وقال الدارقطني: أجمعوا على تركه. "الضعفاء والمتروكين" (رقم ١٧٤).
فلا يُعتبر بمخالفته لجماعة الثقات عن شعبة، فيكون المحفوظ عن شعبة: روايته عن يزيد، عن منهال، عن سعيد بن جبير، ورواية حجاج بن نصير منكرة، والله أعلم.
(٣) نسبه له الكتاني في "الرسالة المستطرفة" (ص ٥١)، وهو في عداد المفقود، والله أعلم.
(٤) لم أجد ذلك فيما وقفتُ عليه من نسخٍ للكتاب.
(٥) "الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين" (النسخة الأزهرية)، و"تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين" للشوكاني (ص ٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>