للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالتوقُّفِ في الحكم عليه بذلك فقال: وعندي فيه نظرٌ. ثم بيَّن ما يَشْهَدُ لكونِ أبي معاوية -راوي حديثِ ابنِ عباسٍ- حدَّثَ به، فزالَ المَحْذورُ مِمَّن هو دونه، قال: وأبو معاويةَ ثقةٌ حافظٌ مُحتَجٌّ بأفرادِهِ كابنِ عُيينةَ وغَيرِهِ، فمَنْ حَكَمَ على الحديثِ مع ذلك بالكَذِبِ فقد أخطأ (١)، قال: وليس هو مِنَ الألفاظِ المُنكرةِ التي تأباها العُقُولُ، بل هو كحديثِ: "أرحمُ أمَّتي بأمَّتي"؛ يعني: الماضي (٢).

وهو صَنِيعٌ مُعْتَمَدٌ، فليس هذا الحديثُ بكَذِبٍ، خُصُوصًا وقد أخرَجَ الدَّيلميُّ في مسندِهِ (٣) بسندٍ ضعيفٍ جدًّا عن ابنِ عُمرَ مرفوعًا: "عليُّ بن أبي طالبِ بابُ حِطَّةٍ؛ فمَنْ دَخَلَ فيه كان مؤمنًا، ومَنْ خَرَجَ منه كان كافرًا".

ومِنْ حديثِ أبي ذَرٍّ رَفَعَه: "عليٌّ بابُ عِلمِي، ومُبَيِّنٌ لأمَّتي ما أُرسِلْتُ به مِنْ بَعْدِي؛ حُبُّه إيمانٌ وبُغْضُهُ نِفاقٌ، والنَّظرُ إليه رأفة" (٤).


(١) لكن أبا معاوية والأعمش مُدلِّسان كما سبق، وهذه الطرق لا تزيد الحديث قوةً فهي مسروقة، فقد قال ابن عدي: وقد سرقه من أبي الصلت جماعةٌ ضعفاء. "الكامل" (٥/ ١٧٧).
(٢) تقدم (برقم ٨٨) من هذا القسم المحقق.
(٣) "مسند الفردوس" (النسخة السعيدية) من طريق محمد بن علي بن خلف، حدثنا حسين الأشقر، حدثنا شريك، عن الأعمش، عن عطاء، عن ابنِ عباس به مرفوعًا.
ولم أجده عنده مِنْ حديث ابن عمر.
ومحمد بن علي بن خلف العطار؛ قال ابن عدي: عنده عجائب، وهو منكر الحديث. "الكامل" (٢/ ٣٦٢).
وحسين الأشقر؛ قال البخاري: فيه نظر، وقال السعدي: غالٍ من الشتَّامين للخِيَرَة، وقال ابن عدي: عنده مناكير. وذكر ابن عدي له مناكير، وقال في بعضها: البلاء عندي من الأشقر. "الكامل" (٢/ ٣٦١). فالإسناد ضعيف جدًّا كما قال المصنف.
(٤) "مسند الفردوس" [النسخة السعيدية] من طريق أبي المفضل محمد ابن عبد الله، حدثنا أحمد بن عبيد الثقفي، حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار، حدثنا موسى بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب، حدثنا عبدُ المُهيمنِ بن العباسِ الأنصاري ثم الساعدي، عن أبيه العباس بن سهل، عن أبيه سهل بن سعد، عن أبي ذر به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>