كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الهمزة - ١٩١ - حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها. - ج: 1 - ص: 546

وقد روى الترمذيُّ (١) أيضًا، والنسائيُّ (٢)، وابنُ ماجه (٣)، وغيرُهم (٤)؛ مِنْ حديثِ حُبْشِيِّ بن جُنادةَ (٥) مرفوعًا: "عليٌّ مِنِّي وأنا مِنْ عليّ، لا يُؤدِّي عنِّي إلا أنا أو عليّ".

وليس في هذا كُلِّهِ ما يقدَحُ في إجماعِ أهلِ السُّنَّةِ مِن الصحابةِ والتابعين فمَنْ بعدهم: على أنَّ أفضلَ الصحابَةِ بعد النبي ﷺ على الإطلاق: أبو بكرٍ، ثم عُمَرُ ﵄، وقد قال ابنْ عُمرَ ﵄: "كُنَّا نقولُ ورسولُ الله ﷺ

---

(١) "جامع الترمذي" (المناقب رقم ٣٧١٩) من طريق شريك عن أبي إسحاق، عن حُبْشيّ بن جنادة به مرفوعًا فذكره وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(٢) "سنن النسائي الكبرى" (المناقب، فضائل علي ٧/ ٣٠٩ - ٣١٠ رقم ٨٠٩١) من طريق يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: حدثني حبشى بن جنادة السلولي به.
ورواه في (٧/ ٤٣٣ رقم ٨٤٠٠)، و (٧/ ٤٣٤ رقم ٨٤٠٥) بالإسناد نفسه.
ورواه في (٧/ ٤٣٣) من وجهٍ آخر عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء.
ومن وجهٍ آخر عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، وهانئ بن هانئ، عن علي مطولًا.
ورواية من رواه عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حُبشي أولى؛ لأنها هي الموافقة لرواية الجماعة.
(٣) "سنن ابن ماجه" (بابٌ في فضائل أصحاب رسول الله ﷺ رقم ١١٩) عن جماعةٍ من الثقات، عن شريك، عن أبي إسحاق به.
(٤) كأحمد في مسنده (٢٩/ ٤٩ رقم ١٧٥٠٥)، و (٢٩/ ٥٠ رقم ١٧٥٠٦) من طريق إسرائيل به. وفي (٢٩/ ٥٠ رقم ١٧٥٠٦) من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، مثله، قال: فقلتُ لأبي إسحاق: أين سمعتَ منه؟ قال: وقف علينا على فرسٍ له في مجلسنا في جبانة السبيع.
(٥) حُبْشي -بضم أوله وسكون الموحدة بعدها معجمة ثم تحتانية، وهو اسمٌ بلفظ النسب- ابن جنادة بن نصر السَّلولي -بفتح المهملة وتخفيف اللام المضمومة- نسبةً إلى سلُول، وهي أمُّ بني مُرَّة بن صعصعة؛ صحابيٌّ شهِدَ حجة الوداع، ثم نزل الكوفة. "الإصابة" (٢/ ٤٤٧ - ٤٤٨).
والأعمش مشهورٌ بالتدليس، ولم يأتِ تصريحه بالسماع من حُبْشي إلا من طريق شريك، وشريك لا يُحتمل تفرُّده بمثل هذا، وقد ذكر البخاري قصةَ سماعِ الأعمشِ من حُبشي، ثم قال: في إسناده نظر. "التاريخ الكبير" (٣/ ١٢٧ رقم ٤٢٧).
فإسناد هذا الحديث ضعيفٌ، والله أعلم.