للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزَّرَنْدِيِّينَ المدَنِيِّينَ (١)، وهو مِمَّن لم يَمُتْ بالمدينةِ -أنّه رئي في النومِ وهو يقولُ للرَّائي: "سَلِّم على أولادِي، وقُل لهم: إنني قد حُمِلتُ إليكم، ودُفِنتُ بالبَقِيعِ عندَ قَبرِ العَبَّاسِ، فإذا أرادوا زِيارَتي فَلْيَقِفُوا هناك، ويُسَلِّمُوا ويَدعُوا" (٢).

ونحوُه ما حَكاهُ البَدرُ بنُ فَرْحُونَ (٣): أنَّ محمدَ بنَ إبراهيمَ المؤذِّنَ (٤) حَكَى (٥) له أنه حَمَلَ ميِّتًا في أيامِ الحَاجِّ، ولم يجِدْ من يساعِدُه عليهِ غيرَ شخصِ واحدٍ، قال: فحَمَلناهُ ووَضَعناهُ في اللّحدِ، ثمّ ذهبَ الرَّجُلُ، وجِئتُ أنا باللَّبِنِ لأجلِ اللحْدِ، فلم أَجِد الميِّتَ في اللحْدِ، فذَهبتُ وتَركتُ القَبرَ


= "الدرر الكامنة" (٦/ ٢٢٣) بتصرف يسير.
وانظر: "نصيحة المشاور وتعزية المجاور" (١٠٤).
و"الزَّرَنْدِيُّ: بفتحِ الزَّاي والرَّاءِ، وسكونِ النونِ، وفي آخرِها الدّالُ المهمَلة؛ هذه النسبةُ إلى (زَرَنْد): وهيَ بُليدَةٌ بنَواحِي أَصبَهَانَ". "الأنساب" (٣/ ١٤٩).
(١) وهم بيتٌ من الأنصارِ، ذكر لهم الأنصاريُّ ترجمةً حافلةً في كتابِه "تحفة المحبينَ والأصحابِ في معرفةِ ما للمدنيِّينَ من الأنساب" (٧ - ٣٤)، وترجم لجماعةٍ منهم أيضًا السخَاويُّ في "التحفة اللطيفةِ في تاريخِ المدَينةِ الشريفةِ".
(٢) ذكر هذه القصةَ أيضًا الأنصاريُّ في "تحفة المحبين" (١٤) نقلًا عن السخاويِّ، لكن بسياقٍ آخرَ غيرِ الذي هنا، ولم أقفْ عليه في شيءٍ من كتبِ السخاويِّ الأخرى.
(٣) عبدُ الله بنُ محمدٍ بنِ أبي القاسم اليَعمَري، أبو محمّدٍ، التونُسيُّ الأصلِ، المدنيُّ المولدِ والمنشَأ. سمع الحديثَ والِده وعلى عزِّ الدينِ يوسفَ الزَّرَنديِّ وعدةٍ، وسمع منه أبو الفضلِ العراقيُّ والزَّين المراغيُّ وغيرُهما. وكان عليه مدارُ أمورِ الناسِ بالمدينةِ النّبويّةِ، وناب في القضاءِ نحوَ أربعٍ وعشرين سنةً، وأمَّ في المحرابِ النبويِّ في بعضِ الصلواتِ. له تآليفُ عديدةٌ؛ منها: "كَشفُ المغَطَّا في شرحِ مختصرِ الموَطَّا"، و"شرحُ قواعدِ الإعراب" لابن هشام، و"نصيحةُ المُشَاوِرِ" في تاريخِ المدينةِ. توفي سنةَ تسعِ وستين وسبعمائةٍ.
"الديباج المذهب" (١/ ٤٥٤)، "الدرر الكامنة" (٣/ ٨٤)، و"التحفة اللطيفة" (٢/ ٨٥).
(٤) محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمدِ بن المرتضَى، الجمالُ، أبو عبدِ الله الكِنانيُّ المصريُّ ثم المدني. سمع أبا اليُمنِ بنَ عساكرَ وأبا عبدِ الله محمدَ بنَ النّعمانِ وغيرَهما. كان رئيسَ المؤذنينَ بالمدينةِ، وَرِثَ الأذانَ مِن آبائِه، وكان من أدْيَنِ الناسِ وألينِهم عَرِيكةً وأحسَنِهم مخالطةً. توفي سنةَ تسعٍ وعشرين وسبعمائةٍ.
"نصيحة المشاور وتعزية المجاور" (١٥٤)، و"التحفة اللطيفة" (٢/ ٤٠٧).
(٥) في الأصل: (حُكِي)، والتصويب من النسخ الأخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>