والطريق الرابع: أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (الأدب/ الرخصة في الشعر) (١٣/ ٣٠٦) رقم (٢٦٥٨٤)، والنسائي في "الكبرى" (عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا استراث الخبر) (٩/ ٣٦٦) رقم (١٠٧٨٦)؛ من طريق محمد بن الحسنِ التَّلِّ عن أبي عوانةَ عن إبراهيمَ بنِ مهاجرٍ عن عامرٍ عن عائشةَ. وإسناده ضعيفٌ أيضًا: محمدُ بنُ الحسنِ التلِّ: هو ابن الزبيرِ الأسديُّ الكوفيُّ، ضعفه عثمان بن أبي شيبة "تاريخ أسماء الثقات" (٢١٠)، وقال أبو داود: "صالح، يكتب حديثه" "تهذيب الكمال" (٢٥/ ٦٩)، وقال أبو حاتم: "شيخ" "الجرح" (٧/ ٢٢٦)، وقال الحافظ: "صدوق فيه لين" "التقريب" (٤٧٤). وإبراهيم بن مهاجر: هو البجلي الكوفي، وحالُه قريبٌ من سابقِه: قال يحيى القطان: "لم يكن بالقوي"، وقال أبو حاتم: "ليس بقوي … ، محلُّه عندنا محلُّ الصدقِ … ، يكتب حديثُه ولا يحتجُّ بحديثِه" "الجرح" (٢/ ١٣٣). وعامرٌ: هو ابنُ مصعبٍ، ويقال في اسمه: مصعبُ بنُ عامرٍ: ذكره ابن حبان في "الثقات" (٥/ ١٩٢)، وقال الدارقطني: "ليس بالقوي" "سؤالات الحاكم" (٢٥٦). وفي إسنادِه انقطاعٌ بين عامرِ بنِ مصعبٍ وعائشةَ ﵂. انظر: "الكاشف" (١/ ٥٢٦). والحاصلُ: أنَّ طرقَ هذا الحديثِ لا يثبت منها شيءٌ منفردًا، لكن طرقَه الثلاثةَ الأخيرةَ ليس فيها ما هو شديدُ الضعفِ، فترقى بمجموعها إلى الحسنِ. والله أعلم. والحديث صححه الترمذيُّ، والحافظ في "التلخيص" (٣/ ٢٧٥)، والألباني في "الصحيحة" (٥/ ٨٩). * قوله: "ويأتيك بالأخبارِ مَن لم تُزَوِّدِ" عَجُزُ بيتٍ مشهورٍ لطَرَفَةَ بنِ العبدِ البَكريِّ من مُعَلَّقتِه "ديوان طرفة" (٣٨)، وصدرُه: "ستُبدِي لكَ الأيَّامُ ما كُنتَ جَاهلًا"، وقد ورد مصرَّحًا بنسبتِه له في بعضِ طرقِ حديثِ عائشةَ كما سبق. (١) إيراد المصنفِ لهذه اللفظة (نَعَم) في هذا السياقِ يوهمُ أنها من الحديثِ، والواقعُ أنها من كلامِ بعضِ رواتِه؛ وهو أبو أسامة، وبسياقِ الحديثِ كاملًا بمتنِه وإسنادِه يتَّضحُ موقِعُها: قال الطبراني: حدثنا موسى بن هارون: حدثنا إسحاقُ بن راهَويَه قال: قلتُ لأبي أسامة: أحدَّثكُم زائدةُ عن سماكِ بن حرب عن عكرمةَ عن ابن عباسٍ عن النبيِّ ﷺ قال: "إنَّ من الشِّعر حُكمًا، وإنّ من البيانِ سِحرًا"، وكان رسولُ اللهِ ﷺ يتمثَّلُ من الأشعارِ: ويأتيكَ بالَأخبارِ مَن لم تُزَوِّدِ؟، قال: نَعَمْ.