كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الباء الموحدة - ٢٨٦ - حديث: باكروا بالصدقة؛ فإن البلاء لا يتخطاها. - ج: 2 - ص: 151

"الثقاتِ" (١)، وقال: إنَّ لهُ حديثًا مُنكَرًا في الخِلافَةِ (٢)، نَعَم، وكذَّبَهُ مُطَيَّنٌ (٣) وصالِحُ جَزَرَةُ (٤).

قال شيخُنا: "ولكنْ لا يَتَبيَّنُ لي أنَّ هذا الحديثَ مَوضوعٌ -يعني: كما فَعَلَ ابنُ الجَوزيِّ (٥) -، لا سِيَّما وفي مَعناهُ ما أورَدَهُ الدَّيلَميُّ (٦) مِن حديثِ عمروِ بنِ قيسٍ (٧) عن حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ عن ثابتٍ عن أنسٍ رَفَعَهُ: "الصَّدَقاتِ بالغَدَواتِ تَذهَبُ بالعاهاتِ" (٨)، وفي حديثٍ آخَرَ: "تَدَارَكُوا الغُمُومَ والهُمُومَ

---

= قال الذهبي معقبًا: "مِن أينَ جاءَهُ الصِّدقُ! ". "الميزان" (٢/ ٣١٧).
(١) ذكره ابن حبان في "الثقات" في موضعين:
الأول: في (٨/ ٣٠٥)، وقال: "يخطئ ويخالف".
والثاني: ذكره ذكرًا مجرَّدًا، ثم قال: "وفي قلبي من حديثه ما حدثنا أبو يعلى … وذكر حديث الخلفاء" (٨/ ٣٢٢)، وهو الموضع الذي أشار إليه المصنف.
(٢) هذا الحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (٧/ ٤٥) رقم (٣٩٥٨)، ومن طريقه ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٣٢٢)، وابن عديٍّ في "الكامل" (٤/ ٩١)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٩/ ٣٣٩).
وسئل عنه ابن المديني فقال: "هذا كذبٌ موضوعٌ". "تاريخ بغداد" (٩/ ٣٣٩).
(٣) "الجرح والتعديل" (٤/ ٣١٠).
ومُطَيَّن: هو الحافظ الكبير، محدث الكوفة، أبو جعفرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سليمانَ الحضرَميُّ. سمع أحمد بن يونس وبني شيبة وطبقتهم، وحدث عنه الطبراني والإسماعيلي وخلق. قال الدارقطني: "ثقةٌ جبلٌ". صنف المسند والتاريخ وكان متقنًا. توفي سنة (٢٩٧ هـ).
انظر: "سير أعلام النبلاء" (١٤/ ٤١).
(٤) "تاريخ بغداد" (٩/ ٣٤٠).
(٥) "الموضوعات" (٢/ ١٥٣).
وسئل عنه ابنُ أبي شيبةَ فقال: "مَن رَوى هذا الحديثَ يَحتاجُ إلى أن يُقلَعَ له أربعةُ أضراسٍ! "، وقال صالح جزرة: "لا أصل له". انظر: "تاريخ بغداد" (٩/ ٣٤٠).
(٦) كما في "زهر الفردوس".
(٧) لم أعرفه. وقد ذكر الخطيب في "المتفق والمفترق" (٣/ ١٦٧٢) خمسةً بهذا الاسم، ولا يتبين من ترجمة أحدٍ منهم أنه المذكور هنا.
(٨) في إسناده غير واحدٍ لم أعرفه:
عمرو بن قيس تقدم الكلام عليه.
والراوي عنه: محمد بن أبي بكر البغدادي لم أقف له على ترجمة، إلا أن يكون =