للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ليست عنده الزيادةُ في تفسيرِ الغرباءِ.
وإسناده صحيح:
رجاله رجال الشيخين ما خلا أبا الأحوصِ، وهو عوفُ بنُ مالكِ بنِ نَضلةَ الجُشَمي، فإنه من رجالٍ مسلمٍ حسب.
ولا تضرُّ ههنا عنعنة الأعمش ولا عنعنة أبي إسحاق السبيعي:
أما الأعمش فلأنَّ الراويَ عنه حفصُ بنُ غياثٍ، وقد كان يميز بين ما سمعه الأعمش وما دلَّسهُ:
قال ابن عمار: "كان عامّةُ حديثِ الأعمشِ عندَ حفصِ بنِ غياثٍ على الخبرِ والسماع" "تاريخ بغداد" (٨/ ١٩٨)، وقال الحافظ: "اعتمدَ البخاريُّ على حفصٍ في حديثِ الأعمشِ لأنه كان يُمَيِّزُ بينَ ما صَرَّحَ به الأعمشُ بالسماعِ وبين ما دَلَّسَهُ، نبَّهَ على ذلك أبو الفَضلِ بنُ طاهِرٍ، وهُو كما قال" "هدي الساري" (٣٩٨).
وأما أبو إسحاق السبيعيُّ فلأنه يروي عن أبي الأحوصِ وهو ممن أكثرَ عنه، حتى قال لما سئل عن حديثه عن أبي الأحوص: "كان يَسكُبُها علينا في المسجدِ؛ يقول: قال عبدُ اللهِ، قالَ عبدُ اللهِ" "العلل ومعرفة الرجال" (٣/ ٢٤٤)، فروايتُه والحالةُ هذه محمولةٌ على الاتصالِ كما تقدم التنبيه عليه مرارًا.
وأما الكلام في اختلاط أبي إسحاقَ: فالتحقيقُ أنَّ أبا إسحاقَ السبيعيَّ لم يختلط الاختلاطَ الاصطلاحيَّ المعروفَ، إنما حصل له شيء من التغيُّرِ والنِّسيانِ لما شاخَ: قال العلائي: "لم يَعتَبِرْ أحدٌ من الأئمةِ ما ذُكِرَ من اختلاطِ أبي إسحاقَ واحتَجُّوا به مطلقًا، وذلك يدلُّ على أنه لم يختَلِط في شيءٍ من حديثِه … ، فهو أيضًا من القسم الأول".
"كتاب المختلطين" (٩٤).
وهذا القسم الأول الذي أشار إليه العلائيُّ وَصَفَهُ في مقدمة الكتابِ حيث قال: "مَن لم يُوجِبْ ذلك لهُ ضَعفًا أصلًا ولم يَحُطَّ من مَرتَبَتِه؛ إما لقِصَرِ مُدَّةِ الاختلاطِ وقِلَّتِه: كسُفيانَ بنِ عُيَينَةَ وإسحاقَ بنِ إبراهيمَ بنِ رَاهُويَه، وهما من أئمةِ الإسلام المتفقِ عليهم، وإما لأنه لم يروِ شيئًا حال اختلاطِه فسَلِمَ حديثُه مِنَ الوَهمِ"، "كتاب المختلطين" (٣).
وقال الذهبي: "عمرو بِنُ عبدِ اللهِ أبو إسحاقَ السَّبيعيُّ: من أئمةِ التابعينَ بالكوفةِ وأثباتِهم، إلا أنه شاخَ ونَسِيَ ولم يختَلِط" "الميزان" (٣/ ٢٧٠)، وقال أيضًا: "وهو ثقةٌ حجةٌ بلا نزاعٍ، وقد كَبِرَ وتغيَّرَ حفظُه تغيَّرَ السِّنِّ، ولم يَختَلِط" "السير" (٥/ ٣٩٤).
ورواية الأعمش عن أبي إسحاق احتج بها مسلم في "الصحيح".
والحديث صححه الترمذي والبغوي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>