للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في "مَنسَكِهِ" (١)، وهو ظاهِرٌ، سِيَّما وقد قالَ في "المهِمَّاتِ" (٢): إنَّ المقِيمَ مُخاطَبٌ بِرَكعَتَي التَّحِيَّةِ، ويَتَأيَّدُ بِتَخصِيصِ المحِب الطَّبَريِّ (٣) طوافَ السُّنَّةِ بِمَنْ أَحرَمَ مِنَ الآفاقِيِّينَ بالحجِّ أو قَرَنَ، ودَخَلَ مَكَّةَ قبلَ الوُقوفِ بِعَرَفَةَ.

ووَراءَ هذا أنهُ لَيسَ كَونه تَحيَّةَ البيتِ سُقوط تَحيَّةِ المسجدِ بهِ، بل إذا فَرَغَ أتى بِتَحِيَّتِهِ، وتَقُومُ رَكعتا الطَّوافِ مَقَامَها، كما صَرَّحَ به القاضي أَبو الطَّيّبِ (٤)، ثمَّ ابنُ الرِّفْعَةِ (٥)، ومُقتَضاهُ أنه لو أَخَّرَها فقد فَؤَتَ هذه التَّحِيَّةَ (٦)، وهُوَ كذلِكَ.


(١) "هداية السالك إلى المذاهب الأربعة في المناسك" (٣/ ٩٠٩).
(٢) "المهمات في شرح الروضة والرافعي" للإسنوي (٤/ ٣٠٥).
(٣) "القِرى لقاصد أم القُرى" (٢٦٣، ٢٦٤).
(٤) طاهرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ طاهرٍ، القاضي أبو الطَّيِّب الطَّبَريُ، الفقيهُ الشافعيُّ الكبير، رأس أصحاب الشافعي في عصره. تفقه على أبيَ الحسن الماسرجسي، واستوطن بغدادَ وحدَّثَ ودَرَّسَ وأفتى بها، ثم وليَ القضاءَ بالكَرْخِ إلى حينِ وَفاتِه. أخذ عنه الخطيبُ البغداديُ وأبو إسحاق الشيرازيُ وغيرُهُما. قال الَشيرازيُّ: "ولم أرَ فيمن رأيتُ أكملَ اجتهادًا وأشدَّ تحقيقًا وأجودَ نظرًا منه". من تصانيفه "التعليقة الكبرى" في الفروع. توفي سنة خمسين وأربعمائة.
"تاريخ بغداد" (٩/ ٣٥٨)، "طبقات الفقهاء" (١٢٧)، "وفيات الأعيان" (٢/ ٥١٢)، "السير" (١٧/ ٦٦٨)، "طبقات الشافعية الكبرى" (٥/ ١٢)، و"طبقات ابن قاضي شهبة" (١/ ٢٢٦).
(٥) نجم الدين أبو العباسِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الأنصاريُّ البخاريُّ المصريُّ، المعروف بـ "ابن الرِّفْعة". تففهَ على ابنِ دقيقِ العيدِ وغيرِه، وأخذ عنه التقيُّ السُّبكيُّ وجماعةٌ. باشَرَ حِسبَةَ مِصرَ ودرَّسَ بالمدرسَةِ المُعِزِّيَّةِ بها. وكان قد نُدِبَ لمناظَرَةِ ابنِ تيميَّة فسُئِلَ ابنُ تَيميَّةَ عنه بعدَ ذلك فقال: "رأيتُ شيخًا تتقاطَرُ فُروعُ الشافعيَّةِ مِن لحيَتِه".
من تصانيفِه "المطلبُ العالي في شرحِ وَسيطِ الغزالي"، و"كفايةُ النَّبِيهِ في شرحِ التنبيه". توفي سنة عشرٍ وسبعمائة.
انظر: "طبقات الشافعية الكبرى" (٩/ ٢٤)، "طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة (٢/ ٢١١)، "الدرر الكامنة" (١/ ٣٣٦)، "المنهل الصافي" (٢/ ٨٢)، و"البدر الطالع" (١٣٠).
(٦) انظر: "المهمات" (٤/ ٣٠٥)، و"حاشيتي العبادي والشرواني على تحفة المحتاج" (٥/ ١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>