للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحسنِ الأصبهانيُّ (١) في كتابِ "التنبِيه على حروفٍ من التصْحيفِ (٢) "، قال: كثيرٌ مِن رُواةِ الحديثِ يروُونَ أنَّ النَّبِيَّ قال: "تَخَتَّموا بالعقيقِ"، وإنَّما قالَ: "تَخَيَّمُوا بالعقيقِ"، وهوَ اسمُ وادٍ بظاهِرِ المدينَةِ قال ابنُ الجوزيِّ: "وهذا بَعيدٌ، وتَأويلُهُ أحَقُّ أن يُنسَبَ إليهِ التصحِيفُ؛ لِما ذَكَرنا مِن طُرُقُ الحديثِ" (٣).

بل قال شيخُنا: "حمزةُ مَعذورٌ، فإنَّ أقربَ طُرُقُ هذا الحديثِ -كما يَقتضِيهِ كلامُ ابنِ عديٍّ- رِوايةُ يَعقوبَ، ولفظُه: "تَخَتَّموا (٤) بالعقيقِ؛ فإنه مُبارَكٌ"، وهذا الوَصفُ بعَينِهِ قد ثَبَتَ لِوادِي العَقيقِ في حديثِ عُمرَ الذي أخرجَهُ البخاريُّ (٥) في أوائِلِ "الحجِّ"، مِن رِوايَةِ عكرمةَ عنِ ابنِ عباسٍ: سمعتُ النبيَّ بوادِي العقيقِ يقولُ: "أتاني الليلةَ آتٍ مِن رَبِّي فقالَ: صَلِّ في هذا الوادي المبارَكِ" (٦). انتهى.

وما رواهُ المُطَرِّزُ (٧)


(١) مؤرخٌ وأديبٌ من أهل أصبهان. زار بغدادَ مراتٍ، وكان مُؤَدِّبًا.
له "تاريخ أصبهان"، و"الأمثال الصادرة عن بيوت الشعر". توفي سنة ستين وثلاثمائة.
انظر: "الفهرست" لابن النديم (١٩٩)، "إنباه الرواة" (١/ ٣٧٠)، و"الأعلام" (٢/ ٢٧٧).
(٢) كذا ورد اسم الكتاب في النسخ الأربع، والذي في "الموضوعات": (التنبيه على حدوث التصحيف)، وهو مطبوع بهذا الاسم.
(٣) "الموضوعات" (٣/ ٥٩). وانظر: "تصحيفات المحدثين" (١/ ٣٦٠).
(٤) في الأصل: (تخيموا)، والتصويب من "ز" و"م" و"د"، وهي كذلك في المصادر.
(٥) "صحيح البخاري" (الحج، باب قول النبي : العقيقُ وادٍ مباركٌ) رقم (١٥٣٤).
(٦) قال السيوطي في "اللآلئ" (٢/ ٢٣٠): "قال الحافظُ ابنُ حجرِ في "تلخيص مسند الفردوس": ويؤيدُ قولَ حمزةَ ما أخرجه البخاريُّ بلفظ: "أتاني جبريلُ فقال: صلِّ في هذا الوادي المبارك يعني: العقيق - وقل: عمرةٌ في حجةٍ"".
ولم أقف على هذا النقل في "زهر الفردوس"، فلعله يعني: "تسديد القوس". والله أعلم.
وانظر أيضًا: "فتح الباري" (٣/ ٣٩٢).
(٧) محمدُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ أبي هاشمٍ الباوَرْديُّ، أبو عمرَ اللغويُّ الزاهدُ، المعروف بـ "غلام ثعلب"، لقب بـ "المطَرِّزِ" لأنَّ صَنعتَه كانت تطريزَ الثيابِ. سمع بشرَ بنَ موسى =

<<  <  ج: ص:  >  >>