كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف التاء المثناة - ٣٥٣ - حديث: التكبير جزم. - ج: 2 - ص: 297

وفي خامِسِ "المجالَسَةِ" (١) للدِّينَوَرِيِّ، من حديثِ محمدِ بنِ سَلَّامٍ (٢) قال: ذكرَ جعفرُ بنُ محمدٍ عن أبيهِ: أنهُ كَرِهَ الهمزَ في القراءَةِ، وأرادَ أنْ تكونَ القراءَةُ سليمةً (٣) رَسْلَةً، وكذلكَ التكبيرُ والتسليمُ لا يَمُدُّ فيهما، ولا يَتَعَمَّدُ الإعرابَ المشْبَعَ (٤).

فهذا ما عَلِمتُهُ الآنَ في معناهُ (٥)، ومما قيلَ فيه أيضًا: التَّحَتُّمُ؛ بمعنى عَدِمِ إجزاءِ غَيرِهِ (٦).

وأمَّا لفظُهُ، فَـ "جَزْمٌ": بالجِيمِ والزَّايِ المعَجَمَتَينِ (٧).

بل قَيَّدَهُ بعضُهم بالحاءِ المهمَلَةِ والذَّال المعجَمَةِ (٨)، ومعناهُ: سَرِيعٌ؛

---

(١) "المجالسة" (٣/ ٩١) رقم (٧١٦)، من طريق الحسن بن فهم عن محمد بن سلام به.
(٢) محمدُ بنُ سَلَّام بنِ عُبيدِ اللهِ الجُمَحيُّ، أبو عبد الله البصريُّ، مولى قدامةَ بنِ مظعونٍ ﵁. العَلامة الأخباريُّ الأديبُ. حدَّثَ عن حمادِ بنِ سلَمةَ ومباركِ بنِ فضالةَ وطبقتهم، وروى عنه ابن أبي خيثمة وعبد الله بن أحمد وآخرون.
قال صالح جزرة: "صدوق"، وقال ابن أبي خيثمة: "يكتب عنه الشعر، فأما الحديث فلا". له: "طبقات فحول الشعراء". توفي سنةَ إحدى وثلاثين ومائتين.
انظر: "الجرح والتعديل" (٧/ ٢٧٨)، "تاريخ بغداد" (٥/ ٣٢٧)، "الأنساب" (٢/ ٨٥)، "معجم الأدباء" (٦/ ٢٥٤٠)، "السير" (١٠/ ٦٥١)، "الميزان" (٣/ ٥٦٧)، و"بغية الوعاة" (١/ ١١٥).
(٣) كذا في النسخ، وفي مطبوع "المجالسة": (سهلة).
(٤) وسنده ضعيف:
محمد بن سلام فيه ضعفٌ، وهو منقطع بينه وبين جعفر بن محمد. والله أعلم.
(٥) وقولٌ آخر في معناه، وهو: أن الإمام إذا سلَّمَ لم يَصِل السلامَ بجلوسٍ حتى يقومَ أو ينصَرِفَ.
حكاه ابن السكن عن الأوزاعي إثر إخراجه للحديث، كما في "البدر المنير" (٣/ ٥١٨)، وبه قال الديلمي أيضًا. انظر: "الفردوس" (٢/ ١٤٥) رقم (٢٧٤١).
(٦) انظر: "الفواكه الدواني" (١/ ٤٥٦).
وللسيوطي رسالة مفردةٌ في المسألة سماها "الجواب الحَزْم عن حديث "التكبير جزم""، وهي مطبوعةٌ ضمن "الحاوي" (١/ ٣٣٣).
(٧) "تصحيفات المحدثين" (١/ ١١٢)، "تهذيب اللغة" (١/ ٦٢٧)، و"النهاية" (١/ ٢٠١).
(٨) انظر: "البدر المنير" (٣/ ٥١٦).