كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الجيم - ٣٨١ - حديث: الجنة تحت أقدام الأمهات. - ج: 2 - ص: 367

هذا المحلِّ (١).

---

= "تهذيب التهذيب" (١٠/ ١٨٣).
(١) وروي على وجوهٍ أخرى:
* فقيل: عن ابن جريج عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن معاوية بن جاهمة. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ١٢٢)، والبغوي في "المعجم" (٥/ ٣٨٨) رقم (٢٢٠٩)، وأبو نعيم في "المعرفة" (٥/ ٢٥٠٤) رقم (٦٠٧٨)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٣/ ٣٢٤)؛ كلهم من طريق يحيى بن سعيد الأموي به.
وهو بهذا السياق شاذٌّ:
يحيى بن سعيد بن أبان الأموي: لا بأس به. انظر: "تهذيب التهذيب" (١١/ ١٨٧).
لكن روايته هذه مخالفة لرواية الثقات من أصحاب ابن جريج (حجاج وأبي عاصم وروح).
قال البغوي: "وهذا الحديث وَهمَ الأمويُّ عندي في إسناده".
* وقيل: عن ابن إسحاق عن الزهري عن ابنِ طلحةَ بنِ عبيدِ اللهِ عن معاويةَ -رجلٍ مِن بني سُلَيمٍ-.
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ١٢١)، وابن قانع في "المعجم" (٣/ ٧٤)؛ من طريق عبدة بن سليمان عن ابن إسحاق به.
قال الدارقطني: "فوَهمَ في موضعينِ: في ذكرِ الزهريِّ، وليسَ مِن حديثِ الزهريِّ، وفي قوله: ابنِ عُبيدِ الله". "العلل" (٧/ ٧٧).
وقال أبو زرعة: "وهم عبدة في هذا الحديث"، وصوَّب رواية محمد بن سلمة عن ابن إسحاق، وقد تقدمت. "العلل" لابن أبي حاتم (٧٣٩).
* وروي الحديث على وجوهٍ أُخَرَ، ذكر بعضها الدارقطني في "العلل" (٧/ ٧٧)، والخطيب في "الموضح" (١/ ٣٢)، والحافظ في "الإصابة" (١/ ٤٤٦).
لكن الصواب من هذه الوجوه -وهو أقواها- رواية ابن جريج عن محمد بن طلحة عن أبيه عن معاوية بن جاهمة عن أبيه، وقد تقدم تخريجها وبيان ترجيحها، كما أشار إليه الدارقطني والبيهقي وابن حجر.
وعليه فإن إسناد هذا الحديث ليس مضطربًا؛ لأن الوجوه لم تتساوَ في القوةِ بحيث يتعذَّرُ الجمعُ أو الترجيحُ بينها. والله أعلم.
لكن يبقى النظر في سائر رجال إسناده:
محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر وأبوه: ذكرهما ابن حبان في "الثقات" (٤/ ٣٩٢)، (٧/ ٣٦٧). وروى عن كلٍّ منهما جماعة.
وتوثيق ابن حبان والحالة هذه وإن كان مما لا يؤمن فيه الخلل -كما تقدم مرارًا- إلا أني أرى أن حديثهما يُمَشَّى؛ لعدة أمور: =