* وتابعه سلَّام بن أبي الصهباء عن ثابت: أخرج حديثه ابن أبي عاصم في "الزهد" (١١٩) رقم (٢٣٥)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي ﷺ" (١٠١) رقم (٢٢١)؛ بلفظ: "حُبِّبَ إليَّ الطِّيبُ والنساءُ". وخالفهم حمادُ بنُ زيدٍ -وهو من أثبتِ الناسِ في ثابتٍ البناني-، ومحمدُ بن عثمان؛ فروياه عن ثابتٍ مرسلًا. ذكر روايتهما الدارقطني في "العلل" (٢/ ٤١)، وقال: "والمرسل أشبه بالصواب". * ولبعضه شاهد من حديث المغيرة بن شعبة ﵁: أخرجه الطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٤٢٠) رقم (١٠١٢)، من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي عن الثوري عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة ﵁ قال: قال رسولُ الله ﷺ: "جعلت قرةُ عيني في الصلاةِ". وفي إسناده ضعف؛ أبو حذيفة النهدي سيء الحفظ. تقدمت ترجمته. * وشاهد آخر من حديث عائشة ﵂: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (١/ ٣٩٨)، وأحمد في "مسنده" (٤٠/ ٤٩٩) رقم (٢٤٤٤٠) من طريق إسرائيلَ عن أبي إسحاقَ عن رجلٍ حدَّثه عن عائشةَ قالت: "كان يُعجِبُ نبيَّ الله ﷺ من الدُّنيا ثلاثةُ أشياء: الطعامُ والنساءُ والطِّيبُ … ". وفي سنده ضعف؛ لإبهام الراوي عن عائشة ﵂. * وآخر من مُرسَلِ الحسن البصري: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (١/ ٣٩٨)، من طريق موسى بن إسماعيلَ عن أبي بشرٍ صَاحِب البصريِّ عن يونسَ عن الحسنِ عن النبي ﷺ قال: "ما أحببتُ من عيشِ الدُّنيا إلا الطَيبَ والنساءَ". وإسناده إلى الحسن صحيح: رجاله رجال الشيخينِ إلا أبا بشرٍ صاحب البصري، واسمه بكر بن عيسى الرَّاسِبيُّ، وهو ثقةُ. انظر: "التقريب" (١٢٧)، و"تهذيب التهذيب" (١/ ٤٢٦). والحاصل: أن الحديث بمجموع هذه الطرق يرقى إلى الحسن. والله أعلم. (١) ذكره في "الضوء اللامع" (٨/ ١٩)، واسمه: "الإيضاحُ المرشدُ من الغَيّ في الكلامِ على حديثِ "حُبِّبَ مِن دنياكُم إليّ"" وقد طُبع حديثًا.