للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد شارك أبا سلمة بن عبدالرحمن بن عوف في رواية حديث القيام أخوه حميد بن عبدالرحمن (١)، وأما حديث الصيام فلم يصح إلا عن أبي سلمة وحده.

وأخرج الترمذي, عن الدارمي, عن زكريا بن عدي, عن عبيدالله بن عمرو الرقي, عن عبدالملك بن عمير, عن مصعب بن سعد, وعمرو بن ميمون, قالا: «كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات, كما يعلم المكتب الغلمان, ويقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ بهن دبر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من الخبث ... » الحديث.

ثم قال الترمذي: «قال عبدالله بن عبدالرحمن (يعني الدارمي): أبو إسحاق الهمداني مضطرب في هذا الحديث, يقول: عن عمرو بن ميمون, عن عمر, ويقول عن غيره, ويضطرب فيه» (٢).

ومراد الدارمي, والترمذي, أن أبا إسحاق يضطرب في روايته لهذا الحديث عن عمرو بن ميمون, فالمصير إلى رواية غيره ممن لم يضطرب, وهو عبدالملك بن عمير, وروايته خارج الأوجه التي جاءت عن أبي إسحاق, وقد تقدمت الأوجه التي يروي أبو إسحاق الحديث عليها قريبا في هذا المبحث, وتقدم هناك أن الرازيين -أبا حاتم وأبا زرعة- يحملانه الاضطراب كذلك, لكنهما رجحا ما رواه قديما, وهو ما رواه عنه الثوري.


(١) «صحيح البخاري» حديث (٣٧)، و (٢٠٠٩)، ومسلم حديث (٧٥٩)، و «سنن النسائي» حديث (١٦٠١ - ١٦٠٢)، (٢١٩٨ - ٢٠٠)، (٥٠٤٠ - ٥٠٤١)، و «مسند أحمد» ٢: ٤٨٦.
(٢) «سنن الترمذي» حديث (٣٥٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>