للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم» (١).

صححه بهذا الإسناد أحد المشايخ، وقال فيه أحد الباحثين: «حديث صحيح بطرقه وشواهده، رجاله ثقات رجال الصحيح، وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- لم يصرح بالتحديث، لكنه قد توبع».

ثم ذكر من تابعه، فذكر إسنادين آخرين إلى جابر، أحدهما من طريق أبان بن أبي عياش، عن أبي نضرة، عن جابر بلفظ: «من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فهو أفضل» (٢)، وضعف الإسناد بأبان، وأنه متروك.

وذكر بعده من طريق محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعا: «الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم» (٣)، وقال: «وإسناده حسن».

وتقدم لنا هذه الطريقة في النقد صورة باهتة جدا لما آل إليه النقد لدى كثير من المشايخ والباحثين، فهذا الحديث عن جابر لا يصح، فإسناد أبي الزبير ترك فيه الباحث كلاما لأبي حاتم يقضي عليه، فقد سئل عنه أبو حاتم، فقال: «هذا


(١) «سنن النسائي» حديث (١٣٧٧)، و «مسند أحمد» ٣: ٣٠٤، و «مصنف ابن أبي شيبة» ٢: ٩٣، ٩٥، و «صحيح ابن خزيمة» حديث (١٧٤٧)، و «شرح معاني الآثار» ١: ١١٦، و «صحيح ابن حبان» حديث (١٢١٩)، و «التمهيد» ١٠: ٨٢.
ورواية داود بن أبي هند هي المشهورة، وقد جاء في المنتخب من مسند عبد بن حميد حديث (١٠٧٢) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير.
(٢) «مسند عبد بن حميد» حديث (١٠٧٧).
(٣) «صحيح ابن خزيمة» حديث (١٧٤٦)، و «المعجم الأوسط» حديث (٤٢٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>