(الاهرام ١/ ٤/١٩٣٤) الذين يعالجون ضعف الوطنية عندنا ويثيرون الشعور القومى أن يتأكدوا أن الاهتمام بشئوننا السياسية وحدها لا يكفى، وأن تقوية العقيدة الوطنية أنما يكون بقدر فهمنا لهذا الوطن الذي نعيش فيه من حيث جغرافيته وتاريخيه ومدنيته وحضارته كما أدى التغريب إلى فقدان "الطابع" وانعدام التجانس الفكرى وأن الاستعمار الفكرى حرص على أن لا يصهر في بوتقة واحدة حتى لا يحدث "التجميع" الذي هو اخطر عوامل مقاومة الاستعمار ولذلك كان يعول كثيرا على اثارة عناصر التفكك والتمزيق والتجزئة مما يحول دون خا ٥ طابع واضح.
وقد كان أبرز عوامل فقد الطابع كما أوردها عباس عمار (الاهرام ٣/ ٩/١٩٢٥) هى: احتقار تراث الاجداد والنظر إلى الدين نظرة ليس فيها احترام ولا تقديس والامان بمادية الغرب والسخرية بروحانية الشرق واعتبار كل ما في الغرب جميل حتى أباحيته ونواحى الضعف فيه وكل ما في الشرق حقير أن استحق أن ينظر اليه بعين الاحترام يوما ما فزمنه قد انقضى. وقد آن الأوان للتخلص من تراثه ووئده حيا كما اعتبر ظاهره الزواج من الغرب لها أبعد الاثر في هذا التفكك لما يؤدى إلى تنشئة الاولاد النشأة الغربية التي لا صلة لها بالشرق والتعلم بالغة الاجنبية وتجاهل اللغة العربية.
ونعى عبد العزيز الإسلامبولى (المعرفة- يولية ١٩٣٣) على مفكرينا التنكر لأبنائنا وأجدادنا واكار أدبنا ولغتنا والزراية بتاريخنا وثقافتنا وقطع الصلة بين ماضينا وحاضرنا» وطالب بالتعرف إلى التراث العربي والبحث عن اثارة ومخلفاته من إسلامي وعربي وقبطى وفرعونى في أديانه وفلسفاته وروحانياته ومادياته، وأننه لابد للتجديد من شرط الدين والقومية الصحيحة.
وليس أدل على اضطرابنا في المرحلة أننا احتفلنا بذكرى رينان وهو الداعية الاستعمارى الذي جهر باتهامنا بالقصور وصاحب نظرية الآرية والسامية.